يمامٌ في منامْ

يمامٌ في منامْ
***********

(1)
وقفتُ ببابي يمامةٌ
عيناها كانتْ باكية
فسألتُها عمّا جرى
هل جفَّ ماءُ البادية؟
وهل النخيلُ قد هوى؟
من شرِّ ريحٍ عاتية ؟
ردَّتْ بلا يا سيدي
فالنهرُ جارُ البادية
أمّا النخيلُ فشامخٌ
مثلَ الجبال العالية
سِرُّ البكاءِ مشاعرٌ
في القلبِ حلَّ شاعرٌ
يا شاعري أنتَ هوَ
أنتَ الأماني الغالية
إنّي أحبُّكَ سيدي
يا سيدي أنتَ غدي
والأمرُ ليس بيدي
فإذا الغرامُ جِنايةٌ ؟
سجِّلْ بأنّي جانية ؟
(2)
وإذا بصوتِ مؤذِّنٍ
يطغى على جوِّ الكلامْ
فعرفتُ أنّي لم أكُنْ
في يقظةٍ بل في منامْ؟
ليتَ المؤذِّنَ قد غفا
لو غفا لا لن يُلامْ
لازْدادَ وقتُ لقائنا
وازدادَ منسوبُ الغرامْ
كنتُ أودُّ لو أرى
في الليل إبداعَ اليمامْ ؟
(3)
أتُرى المنامُ رسالةً ؟
إستحضَرَتْ آتٍ قريبْ؟
والطيفُ كان يمامةً
جاءتْ تُبشِّرُ بالنَّصيبْ؟
هل حانَ وقتُ قرارهِ؟
قلبي أخيراً يستجيبْ ؟
قد شاخَ قلبي ولم يجِدْ
مَنْ يُشعلَ فيه اللهيبْ
يبدو بأنَّ يمامةً
قد أفرحَتْ قلبي الكئيبْ
يبدو بأنَّ حبيبةً
قد جدَّدتني في المشيبْ
يبدو بأنَّ أميرةً
قد أيقظَتْ قلبي الحبيبْ
سأكونُ شمسَ فؤادها
عن حبّها لا لن أغيبْ
ولسوفَ أملأُ عُمرَها
بالعِشقِ والحُبِّ العجيبْ
أتُرى المنامُ رسالةً
إستحضَرَتْ آتٍ قريبْ ؟
******************

شاعر الأمل