طمّنيني

طمّنيني

******

كيف كان يومُكِ سيدتي ؟
أين ذهبتِ ؟
ماذا فعلتِ ؟
ماذا أكلتِ ؟
هل أزعجَكِ اليومَ أحدٌ ؟
طمّنيني
فأنا قلقٌ جدّاً
أخافُ عليكِ من الضوضاءْ
من لصوص الشوارعْ
من عيونِ متوحّشةٍ في زوايا الأحياءْ
ومن ألسنةٍ غير مستقيمةٍ
أخافُ عليكِ يا سيدتي حتى من الهواءْ ؟
طمّنيني
أعرفُ أنّكِ ناضجةٌ جداً
ولن يمسَّكِ سوءْ
لن يُلوّثَكِ عالمٌ موبوءْ
لكنكِ طفلتي؟
لن تبلغي سنَّ الرُّشدِ؟
سأبقى دفترَ المواعيدْ
وحارساً أضبُطُ إيقاعَ الجديدْ
لن تكوني حقلاً للتجارِبْ
تلقَّني فلسفتي
فهي لقاحٌ مُضادٌّ لسموم العقاربْ
وهي سلاحٌ مُضادٌّ لحِيَلِ الثعالبْ
أنتِ لبوةٌ تخشاها الأسودْ
وأنا أبٌ بلا حدودْ
لأجلكِ يا سيدتي حوَّلْتُ السنينَ حديقةً
زرعتُ فيها الياسَمينْ
وزيتونةً وشُجيرة تينْ
وأنشأتُ فيها حوضَ ماءْ
أحضرتُ العصافير لتُغنّي
سلّمتُها قصائدي
فسُرَّتْ حديقتي بالغِناءْ
قصائدي كُتبتْ لكِ
منكِ إليكِ تشتكي
تشكو على أسراركِ
أسرارُكِ أسلاكْ
وحدودٌ لا تُجيزُ المرورْ ؟
فأزيلي الأسلاكَ سريعاً
وأزيلي الحدَّ بالنُّورْ
لا تخشِ الغدرَ سيدتي
لستُ من رُوّادِ الزُّورْ
فأنا أعشقكِ سيدتي
وإليكِ قولي المأثورْ
الحبُّ الأكبرُ في خطرٍ
يغدرُهُ السِّرُّ المستورْ
طمّنيني

******
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان