مصالحة الذّاتْ

مُصالحةُ الذّاتْ
**********
كلُّ مُتردِّدٍ كرةٌ ملعبُها بحرُ
يلهو المدُّ بها والجزْرُ
يُمزّقُها الصَّخرُ
وتأكلُها الحيتانْ ؟
كأنّهُ كانْ
بلا مكانْ
وبلا زمانْ
وكأنَّهُ يا سيدتي الجميلةَ صِفرُ ؟
بيتُهُ قبْرُ
والقبورُ بيوتُ الظّلامْ
لن يُصالحَها السلامْ
ولن تُشرقَ الشمسُ فيها
ولن يزورَها البدْرُ ؟
***
لستِ مُجبرةً على البوحِ لو كان في البوحِ خطَرْ
لكنَّ " البَيْنَ بَيْنَ " وإنْ في السِّرِّ خطَرْ ؟
تصالحي مع ذاتِكِ
خُذي جهةَ اليمينْ ؟
خُذي جهةَ اليسارْ ؟
لا بُدَّ يا سيدتي من مُستقرّْ ؟
فلا تكوني لُعبةَ بحرٍ بل سيدةَ مَنْ أبحَرْ ؟
ورمِّمي مركبَكِ قبلَ الإبحارْ ؟
فالمركبُ المثقوبُ يتكسَّرْ ؟
و الرّاكبُ " المركوبُ " يخسَرْ ؟
تصالحي مع ذاتِكِ
ولا تقولي بأنَّ ما أنتِ فيهِ أمْرٌ مُقدَّرْ ؟
***
سيدتي
مَنْ تصالحَ مع ذاتِهْ
سُرَّ بحياتِهْ
تخِفُّ موازينُ شكواهْ
وتنالُ الدنيا رِضاهْ
لن يخافَ لومةَ لائمٍ
ولن يُبالي بثرثراتِهْ ؟

*****************************

شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان