توبة التائبينْ
***
مُحاكاة مع الامام السيد موسى الصدر بمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لغيابه .
*****
ولفكركَ فينا ما يُغنينا
فعُذراً إمامي إذا نسينا
لبسْنا العباءةَ
رفعْنا العمامةَ
وحفظنا الروايةَ فترسّخَتْ فينا
غِبتَ فطالَ الغيابْ
بغيابكَ حلَّ الخرابْ
فالبعضُ منّا شابْ
والبعضُ منّا خابْ
والبعضُ منّا غابْ
وبعضُنا بَلَغَ العُلى
لكنَّهُ ما تابْ ؟
إزددْنا بُعداً سيدي
عُذراً إذا نسينا
لقد نسينا القسَمْ
وأضعنا سيدي الميثاقْ
لم يبقَ إِلَّا العلَمْ
واسوَدَّتِ الأخلاقْ
نحنُ ابتُلينا بسُلطةٍ
فتشتّتَ شملُ الرّفاقْ
بيوتُنا قصورْ
وأُصِبنا بالغرورْ
لا لم نعُدْ كما أردْتَ أنْ نكونْ
فضّلْنا الدُّنيا على الدّينِ نحنُ المؤمنونْ
طغى علينا الجنونْ
أهملْنا مدرسَتَكَ التي علّمتْنا الشرائعْ
إستهوتنا الشوارعْ
تصارعْنا على المراكزْ
واجتمعنا في الجنائزْ
حلّلْنا غيرَ الجائزْ
وتعشعشَتِ الأنا فينا
عُذراً إذا نسينا
والآنَ في الّذّكرى نتوبْ
ولكَ تعودُ القلوبْ
نُجدّدُ العهدَ
ونُطلقُ الوعدَ
ونعودُ إلى كتابكَ المسموعِ والمكتوبْ
عادتِ المسؤوليةُ تكليفاً لنا
لا لن تكونَ تشريفاً لنا
سيعودُ العملْ
ستعودُ أمَلْ
وسينمو مُجدّداً ما زرعتَهُ فينا
سيُمجّدُ مُجدّداً الوطنُ أسامينا
لن تكونَ الأجيالُ إلاّ أمَليّة
لن تكونَ شعاراتُنا إِلَّا وطنية
سنصونُ البلادْ
سننتفضُ على الفسادْ
لن يبقى الفسادُ يا سيدي فينا
سنُصلّي تحت عباءتكَ
لا لن نتقنّعَ فيها
سنتباركُ بعمامتكَ
لا لن نُتاجرَ فيها
إِنَّا بانتظارك صادقينْ
فاقبَلْ توبةَ التائبينْ
والسلامُ عليكَ يَوْمَ وُلِدْتَ
ويومَ غِبْتْ يا سيدي
ويومَ تعودُ عودةَ الفاتحينْ
أنتَ لم تغِبْ
أنتَ فينا
عُذراً سيدي إذا نسينا
****
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان
