أنا ما كفرْتُ
***
أنا ما كفرْتُ
وما هربْتُ
لكنّي ملَلْتُ الوجوهَ الحاكمة
كرهتُ السِّنينَ الظالمة
وقضيتُ العُمْرَ مقاومة
عجباً فالموتُ يُريحني منهم
لكنَّ اللّهَ يزيدُ في أعمارهم ؟
وقد أموتَ قبلهم ؟
ملَلْتُ من الشاشاتْ
نفسُ النَّغماتْ
إستقبلَ الرئيسْ
أولمَ الرئيسْ
سافرَ الرئيسْ
رجعَ الرئيسْ
والرئيسُ قدَرُ الرئاسةِ والرئاساتْ
وأنا ما زلتُ منتظراً
أحلمُ بحلٍّ نظيفٍ للنفاياتْ
ملَلْتُ من الخطاباتْ
تعبتُ من المظاهراتْ
ما تحقَّقَ شعاري : إنَّ التغييرَ آتْ
تراكمَتِ الخيباتْ
فما تغيَّرَ الحُكَّامْ
وما رحلَ الظَّلامْ
وأنا في الْبَيْتِ وحدي وأحلامي ذكرياتْ
أنا ما كفرْتُ
وما هربْتُ
لكنِّي ملَلْتُ من الوُعَّاظْ
كَأَنَّهم في سوقِ عُكاظْ
كُلٌّ يدَّعي أنَّ مفاتيحَ الجَنَّةِ في جيبهِ
الكُلُّ يُكفِّرُ الكُلَّ
والدِّينُ صارَ حصاناً
وسادَتْ شريعةُ الغاباتْ
النَّاسُ أمواتْ
وأولي الأمرِ أفاعٍ وحيَّاتْ
سُمِّمَ الفِكرُ
العقلُ ماتْ
كلُّ دولةٍ تحوَّلَتْ دُوَيلاتْ
العروبةُ في الشَّتاتْ
والقُدسُ المسكينةُ مُصابةٌ بالضَّجَرْ
تنتظرُ الخبَرْ
ولا يوجدَ في الخبَرِ إِلَّا تفاهاتْ
ولأنّي عربي
فجَّرتُ غضبي
ما هربتُ
وما كفرْتُ
وما انسحبْتُ
وما يئسْتُ
فالأمَلُ باقٍ حتى النِّهاياتْ
وبرغمِ الخيباتِ ما زلتُ أردِّدُ : التغييرُ حتماً آتْ
***
شاعر الأمَلْ حسن رمضانْ - لبنان