ينابيعْ
***
لو غابَ المطَرْ
يغزو الجفافُ التُّرابْ
تذبلُ الزُّهورْ
وترحلُ الطُّيورْ
ويعتكفُ الشّجرُ عن الإنجابْ
لو غابَ القمَرْ
لن يجلبَ النُّورَ العتابْ
يسودُ الظَّلامْ
يقسو الكلامْ
وينامُ الغرامُ في بيتِ السَّرابْ
وَأَمَّا التُّرابَ الأصيلْ
سيرفضُ صِفةَ القتيلْ
وسيفتحُ أبوابَهُ
وسيُطلقُ سَراحَ الينابيعْ
فيُغنِّي النَّهرُ
وتعزفُ الأشجارْ
وتفرحُ الحقولُ بمخزنِ الأمطارْ
وترقصُ الأزهارْ
ويسقطُ الغيابْ
ويُرفعُ الغطاءُ عن حرِّ آبْ
وفي القلوبِ نورٌ
يُضيءُ اللَّيلَ والنَّهارْ
لا بأسَ لو غابتِ الأقمارْ
نورُ القلوبِ ساطِعٌ
لن يقهرَهُ الضَّبابْ
يا سيِّدتي كوني كالتُّرابْ
لا تخشي الغيابْ
أطلِقي سَراحَ النُّورِ من سجنِ العذابْ
لو عاقبَكِ القدَرُ بغياب المطَرْ
ففي داخلكِ نهرٌ مُعتبَرْ
ولو عاقبَكِ القدَرُ بغياب القمَرْ
ففي قلبُكِ نورٌ لا يخشى العقابْ
كوني كالبُلْبُلِ الصَّدَّاحْ
أقفزي فَوْقَ الجراحْ
لا تنوحي كالغُرابْ
ستعبُرُ التَّجربةُ
وكلُّ ما مرَّ على خطِّ الذَّهابْ
تجدَّدي وانطلقي
لو جَاءَكِ العِشقُ اعشقي
آنَ أوانُ الإنقلابْ
******
شاعر الأمَلْ حسن رمضانْ - لبنان
