لن يهزمَني الإكتئابْ
***
لو كُنْتُ مكتئباً بعضَ الشيءِ لا عجبْ
فكلُّ العناوينِ داهمها العطَبْ
حروبٌ فسَّمَتْ أمَّتي
وتكفيرٌ طغى
وتاريخٌ ذهبيٌّ ذهَبْ
تشويهٌ بإتقانٍ يطالُ الدِّينْ
وحوارٌ بسكِّينْ
وأنا الحُرٌّ أراني السَّجينْ
وأراني الآنَ بُركانَ غضَبْ
يعِزُّ عليَّ أنْ أرى النَّفطَ العربيَّ يُمارسُ البغاءْ
وأرى القادةَ عُملاءْ
وأرى جامعةَ العربِ عِبريَّةً بغير حياءْ
فكيف لا أكونُ مكتئباً وقد ضاعَ العرَبْ ؟
غصَّتْ شوارعُ المُدُنِ بالمُتسوِّلينْ
بالمُهجَّرينْ
وغصَّتْ المقابرُ بالميِّتينْ
إبتلعَ البحرُ المُهاجرينْ
وأنا صرتُ غريباً في بلدي
يجلدُني التَّعَبْ
قلمي حزينٌ
وأنا حزينٌ
والحزنُ طالَ شِعري والأدَبْ
حملتُ دمي على كفِّي لأجلِ النِّساءْ
هجَوتُ ظَالِمَ حوَّاءْ
وصفتُهُنَّ بالشَّهدِ وبالدَّواءْ
بحبيباتِ السَّماءْ
بأنوارِ المساءْ
وقلتُ إنَّهُنَّ ينابيعُ الوفاءْ
وإنَّهُنَّ أنبياءْ
ما كُنَّ على حدٍّ سواءْ
طالني السُّمُّ من بعضهنَّ
وَإِنْ كُنْتُ مكتئباً بعضَ الشيءِ فلا عجَبْ
سامحتُ الذي أساءْ
فأنا على يقينٍ بتوبةِ المُسيءِ بلا سبَبْ
لن يهزمَني الإكتئابْ
لن يسلُكَ الأمَلُ طريقَ الذَّهابْ
النُّورُ عائدٌ
وعائدٌ شيخُ الشَّبابْ
ولن يتراجعَ قلمي عن كُلِّ ما كتَبْ
******
شاعر الأمَلْ حسن رمضانْ - لبنان