تراتيلُ عِشقٍ على باب أنثى
(1)
لستُ سبعاً مفترساً
ولا حملاً وديعا
لا أغدرُ
لا أمكُرُ
ولا أفعلُ فعلاً شنيعا
لي دولتي
يا حلوتي
يفوتُ القطارُ المُتردِّدَةَ
وتربحُ مَنْ دخلَتْ سريعا
(2)
قليلةٌ عندي المقاعِدْ
كثيرةٌ عندي القصائدْ
لا شتاءَ عندي
لا خريفَ
لا صيفَ
عنديَ واحِدْ
سمّيتُهُ ربيعا
(3)
مَنْ تدخلُ دولتي
تأكلُ التفاحَ و الدّرّاقْ
تشربُ كأسِ العُشّاقْ
تسكنُ في الأحداقْ
ولها من جميعي جميعا
(4)
لن تكونَ الجبانةُ حبيبتي ؟
(5)
لا تخطّطي ماذا بعْدْ
لا تختبئي كالفأرةِ خلفَ الأسماءْ
لا يهمّني الإسمَ
يهمُّني السّعْدْ
لو كنتِ ما أرجو؟
لكِ مفاتيحُ دولتي
وهذا وَعْدْ
(6)
لو خفق قلبكِ بإسميَ
بوحي
حرامٌ الصّمْتُ
لا تنتظري
أنا عكسُ المألوفِ
لن أقولها قبل أن تبوحي؟
(7)
لا تسألي كم عندي من الزهورْ
عندي الكثيرُ
لكلّ زهرةٍ عِطرُها
وأنا كما أنا أحبُّ العُطورْ
لو كنتِ واثقةً؟
إنضمّي الى أسرة الحديقة
لربّما تختلفُ الأمورْ
يأسرني عِطركِ
ثغركِ ينطقُ بالشهدِ
ولا توازيهِ الثغورْ
لربما شفاهُكِ تعجُّ بالخمرِ
لا شبيهَ له بين الخمورْ
لربما نهداكِ من صخرٍ
تسحرني الزهورُ على الصخورْ
لربما يُشرق وجهكِ كالبدرِ
وأنا أعشقُ البدورْ
لو كنتِ واثقةً
إنضمّي الى الحديقةِ
لربما تختلف الأمورْ
(
(أمرٌ مُعيبْ أن يُقالُ في هذا العصرِ
رضينا بالقِسمةِ والنصيبْ
دُلّوني على امرأةٍ لا تبحثُ عن حبيبْ
قد تكذبُ
قد تربطُ لسانها بحبلٍ
لكنها تبحثُ عن حبيبْ
كلُّ امرأةٍ دون حُبٍّ هي ميّتة
حقاً ميّتة
جسدها الظاهرُ كالحطب اليابسِ
غريبٌ أمرُها
بيدها مفتاحُ الحياةِ
ورغم ذلك ميّتة
تخلُقُ الأعذارْ "أنا رضيتُ بالموتِ لأجلهم" لأجل أولادي الصّغارْ
أحقاً؟
كيف يمنحُ الميتُ الحياةَ للصّغارْ؟
ومَنْ قال بأنّ الدخولَ الى الحياةِ يفترضُ البُعدَ عن الصّغارْ؟
هي تهرُبُ
هي تكذبُ
وهي جَبَانةٌ وتخافُ الإبحارْ
(9)
لماذا السّوادْ؟
أمَا بلغْتِ الرّشادْ؟
زرعتِ ما زرعْتِ
فماذا كان الحِصادْ؟
أبرودةٌ وجفاءٌ وابتعادْ؟
سلّمي نفسكِ ولو قليلاً للفؤادْ
أدخلي بين الحروفِ التي أرسلها المِدادْ
كفاكِ احتراقاً
باقٍ القليلُ من الوقتِ
يُداهمكِ خطرٌ
خطرُ التحوّلِ الى رمادْ
حرامٌ بقاءُ القلبِ جائعاً
دعيهِ يبحثُ عن قوتِهِ
لا تُلزميهِ بالرّقادْ
لماذا العِنادْ؟
(10)
نحن أبناءُ التجربة يا سيدتي
لكنني ضدَّ التعميمْ
لو كنتِ في محنةٍ مع المُذكّرِ؟
لا تكفري
ذلك خطأٌ جسيمْ
(11)
حبيبتي
يا أنتِ
وحدكِ حبيبتي
ليتَ الزمنَ يُطوى
كي نلتقي
سأملأ دنياكِ بالدّفءِ
وحدكِ تعرفينْ
نحن ثلاثةٌ
أنا وانتِ والله
سرّنا لنا
متى نلتقي؟
أناملي تتوقُ لعصركِ
ضلوعي هيّأتْ لكِ سريراً ناعماً
لا تقفلي بابَ الأملْ
غداً تضحكينْ
غداً تُغنّينْ
غداً ترقصينْ
أنا شاعرُ الأملْ
ألا تُصدّقينْ؟
(12)
أنساكِ؟
أأنتِ مجنونةٌ؟
يا مَنْ تخفقينَ في دمي
يا عروسة شِعري
يا مِدادَ قلمي
ألا تعلمين؟
(13)
قد أنقطعُ عنكِ بعض الوقتِ
لكنكِ معي كلَّ الوقتِ
(14)
كفاكِ الغوصُ في الهدْرِ
فإنّ الوقتَ من تِبر
يأخافُ عليكِ من شيبي
أخافُ عليكِ من عُمْري
فأنتِ دفءُ مِحبرتي
وانتِ الضّوءُ في الحِبرِ
وانتِ الحُلُمُ في شِعري
وانتِ الأنثى في الفِكرِ
وانتِ البدرُ في الليلِ
وانتِ الصُّبْحُ في الفجرِ
كفى خوفاً
كفى قلقاً
فأنتِ ليلة القدْرِ
(15)
إزدَدْتِ سِحراً بالخَجَلْ
فأسرتِ قلبي في عَجَلْ
بُعدُ المسافةِ هدّني
طيري إليَّ كالحَجَلْ
أنا أتيتُكِ عاشقاً
وصادقاً لا بالدَّجَلْ
يا ليتَ يجمعُنا اللقاءْ
من قبلِ أنْ يأتي الأجَلْ
(16)
يا مَنْ طرقتِ بابي
تسأليني إنْ كنتُ أحبُّكِ
إسألي قلبَكِ تعرفينَ جوابي
(17)
لا تمنعيهْ
دعيهْ
يُريدُ الحياةَ
وإنْ تمتمَ فاسمعيهْ
كوني معهُ
قفي الى جانبهِ
عليكِ انْ ترعيهْ
هو لكِ
ما بكِ؟
أهكذا تردعيهْ؟
قلبُكِ كلُّ الحكاية
سلّميهِ القيادةَ
واخضعي لهُ ولا تُخضِعيهْ
*****************
شاعر الأمل
