د.عائدة المشرف
عدد الرسائل : 186 تاريخ التسجيل : 27/09/2009
| موضوع: رصْدْ الجمعة أكتوبر 09, 2009 2:42 pm | |
| رصْدْ
رَصْدْ
يومانِ مرّا...لم يأتِ أحدْ كان الفدائيّ متأهباً...يُراقبُ من خلفِ الصّخرةِ هناك في الجبلِ الرفيعْ وسَطَ الضبابِ والصّقيعْ تسمّرتْ عيناهُ على نبتة الطيونْ كانتْ شريكتُهُ نبتة الطيونْ مهمّتها حجبُ العبوةِ الناسفةِ يومانِ مرّا...لم ينمْ أخذتهُ كبوةٌ فنامَ من التعبِ بعد قليلِ جاءتْ نملةٌ الى صاحبنا أيقظتهُ بحنانٍ كحنان الأمّهاتْ قمْ يا حبيبي... العدوُّ آتْ حضرَ الباشقٌ يزفُّ الخبرْ: وصلتْ طرائدُ الصيدِ ألقى المقاومُ بعينيهِ على نبتة الطيونْ ابتسمَ بصمتٍ وسكونْ رآهمْ كانوا مشاة بين النفرِ والنفرِ مسافاتْ تمتمَ: ليتهم بلا مسافاتْ هكذا لن يكون الصيدُ ثميناً خنزيراً واحداً لا يكفي؟ يومانِ من الإنتظارِ أغلى من نفرِ واحدٍ ! العبوة لا تكتفي بنفرٍ واحدٍ ! وصلَ النّفرُ الأولُ...لمْ يرَ العبوة وصل الثاني...لمْ يرَ العبوة وصل الثالثُ...تدحرجَ حجرٌ تحتَ قدمهِ سقطَ أرضاً صارخاً من الألمِ: آخٍ قدمي ساعدوني فقد كُسِرتْ قدمي هبّ الباقونَ لنجدتِهِ أحاطوهُ بخوفٍ وجنونْ وقفوا حولَ العبوةِ ولا يدرونْ إبتسمَ صاحبنا وقال: بسمِ الله...ألله أكبر فجّرَ العبوةَ...فكان المنظرُ أجملَ ما يُمكنُ أن يكونْ تناثرتِ الأشلاءُ سقط الجميعُ قتلى وأقامَ النملُ عرساً...ملأَ البقعةَ رقصاً وغناءْ وحلّقَ الباشقُ يراقصُ السماءْ راحَ يهدلُ كالحمامِ الزّاجلِ ويحملُ رسالة البشرى الى الشهداءْ أما نبتة الطيون...أين نبتة الطيون؟ أين الحجرُ البطَلُ؟ نظرَ المقاومُ...رآهما شهيدانِ الحجرُ ونبتة الطيون !!! ذرفَ دمعةَ الحبّ والعرفانِ قرأ الفاتحةَ...وعاد عاد ليُخبرَ الأهلَ والرفاقَ بالذي كانْ وصلَ الخبرُ الى المآذنِ...الله أكبر...الله أكبر علتْ أصواتُ النواقيسِ في الكنائسِ حضرتِ العصافيرُ مرتّلةً لحنَ الخلودْ وامتزجَ اللحنُ بالرنينِ والتكبيرْ ما أجملَ لحنَ النصرِ القادمِ على وترِ التحريرْ
شِعر: حسن إبراهيم رمضان
| |
|