البصيرة والبصر

اللـــــهُ للخــلـــــقِ أمَرْ...........من حُكمِهِ أينَ المفرّْ؟
قد قــــال هــــذا مُبصِرٌ...........وذاكَ محــرومُ النّظرْ
أعطـــى لزيدِ حصّــــةً............وحصّةً أعطــى عُمرْ
خلقَ السهولَ والجبالْ..........خلقَ الزهورَ والشجرْ
خلقَ الترابَ والرّمالْ..........خلقَ العقولَ والحــجـرْ
خلقَ القباحةَ والجمالْ.........خلقَ البصيرةَ والبصرْ
هذا يرى ؟ لكـــــــــنّهُ؟.......عرفَ الغباءَ في الصِّغَرْ
هذا كفيفٌ ؟ إنّــــــــما........ يُعطي الدروسَ للبشــرْ
كم مُبدِعٍ ؟ كمْ عـــالمٍ؟........لا يملكونَ للنّــــظَــــــرْ
لكنّهم أعطوا المِثــالْ.........أعطوا الدروسَ والعِبَرْ
في الفنِّ كانوا بيـــرقاً........في الشِعرِ كانوا كالمطرْ
في الصُّبحِ شمساً مُشرقاً......في الليلِ كانوا كالقمرْ
كم مُبصِرِ يشكو الجمالْ.......يهوى تمزيقَ الصُّـــوَرْ
أمّا الكــفيــــفُ فإنّـــــهُ......يُعطي الجمـــالَ للصُّــوَرْ
أيا كفــــيفُ مَطــــلـبــاً.......مِنّا إلــــيــكَ يـــا قـــــمرْ
أعذرنا كُنّـــا ســــابقاً.......في العقلِ دوماً في سـفرْ
كَفِّرْ لـــنا عــن ذنبنـا.......يا مَنْ على الظلمِ صَبـــرْ
من بعدِ جهلٍ قـــاتلٍ.........قد جــــــــاءنا حق الخبرْ
فالحقّ أنـــــــتَ أوّلٌ........والحقّ نــحنُ في الأُخـــَرْ
والشِعرُ كــــان ميّتاً........لولا المعرّي ما انتشــــرْ
..........................حسن إبراهيم رمضان