لا تلوموني

موضوع: لا تلوموني الجمعة أكتوبر 09, 2009 8:53 pm

لا تلوموني

لا تلوموني

لا تلو موني إن شهرتُ سيفي
احتلّني الجوع وأطبق على نفََسي
أنا جائعٌ حتى الثمالة ولا أجد كسرة خبزٍ
تأسرني البطالةُ والموتُ يُلاحقني
يريد اعتقالي ويريد اغتيالي
يقبض على أطراف ثوبي فإذا بي عارياً وممزّقاً كما الثيابْ
النارُ تحرقني
بيتي بلا قِفلٍ وبلا سِترٍ وبلا حجابْ
لا تلوموني
أرهقتني تلكَ الأغنية في الصباحِ والمساءْ
أين الخبزُ يا أبي؟
أين الماءْ؟
أين الدواءْ؟
أين القلمُ والدفترُ والكتابْ؟
أينَ أقساطُ المدارسِ لأصحاب المدارسِ؟
غداً لا تنسى يا أبي أنكَ وعدتنا بغداءٍ دسمٍ
ها أنا عاجزٌ وساقطٌ في عيونِ أطفالي
كيف أٌجيب؟ كيف أُلبّي؟
ففي بلدي ويا أسفي تُجار مدارس وتجار طحين
تجار كتابٍ وتجار دواءْ
والطامة الكبرى
في بلدي ويا أسفي تجار ماء وتجار هواء وتجار دماءْ
لا تلوموني
ممنوعٌ عليّ أن أعيشَ كالإنسان
فأنا لا أملكُ شيئاً كي أعيشَ كالإنسان
ممنوعٌ عليّ أن أموتَ كالإنسان
فأنا لا أملكُ ثمنَ القبرِ
ولا ثمنَ الكفنِ ولا ثمنَ بضعَ آياتْ
ممنوعٌ عليّ أن أُطعمَ أطفالي حتى تراباً وحصى
ففي بلدي ويا أسفي تجارُ حصى وتجار ترابْ
وأنا لا أملكُ ثمنَ بضعَ حصى وبضع ترابْ
لا تلوموني
يحتلّني الظلام وأيامي سوداءْ
وأنا لستُ قطّاً لأرى في العتمةِ
ومصابيحي قد انطفأتْ
أظلمتِ الشوارعُ والبيوتْ لأنّ في بلدي ويا أسفي تجار نورٍ ومولّداتٍ وزيوتْ
لا تلوموني
هذه أسماكُ القِرشِ الوحشيةِ والحيتانْ والتماسيحِ التي تُمزّقنا تحتلّ كلّ المنافذِ
والآذان تضجّ بألحان الموتْ
وأنا أرفضُ هذا النوعَ من الموتِ
عفوكَ ربّي
لا أرفضُ قدرَ الموتِ المكتوبْ
أنا شهرتُ سيفي لأقطعَ رؤوسَ الأفاعي وأقضي على القانون الأعرجْ
لأمنعَ تحت سماء بلادي أن يكونَ هنا شتاءٌ وهناك صيفْ
لا تلوموني.....لا تلوموني

شِعر: حسن إبراهيم رمضان