•●!{مفردات حسن إبراهيم رمضان }!●•
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك يا زائر واحـــة الأمـــل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غريب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.عائدة
المشرف



عدد الرسائل : 186
تاريخ التسجيل : 27/09/2009

غريب Empty
مُساهمةموضوع: غريب   غريب Emptyالسبت أكتوبر 10, 2009 9:26 am

غريب

غريبْ
أفلسَ بلدي
يبحثُ عن عقب سيجارةٍ في مِنفضةِ ثريٍّ أبكمْ
الغيمُ فيهِ معتكفٌ لا يطلُّ إلاّ على الجفافْ
المآذنُ مكسورةُ القاماتِ والكنائسُ ثكلى بالنواقيسْ
الطفولةُ في بلدي مقذوفةٌ بعيداً والمواعيدُ صفراءَ كالأحلامْ
والرجالُ لا يحملونَ على أكتافهم سوى توابيتِ الأيامْ
الناسُ منَ القمعِ يذوبونَ في تلاطمِ الصخورْ
لا يُفكّرونَ بالعبورِ الى الضفة الأخرى حيثُ لا تحترقُ الجذورْ
وأنا في بلدي غريبْ
يقتلني التيهُ ويسرقني الهروبْ من حدائقٍ ذابلةٍ ومن بكاء الزهورْ
من نتانةِ الكلماتِ ومن عفنِ السطورْ
إنّي أرى الدخانْ.................يُغطّي بلدي لبنانْ
يتصاعدُ من حناجرِ الغرقى....والحزنُ كالطوفانْ
الوجعُ يحتلُّ العيونْ
العذابُ يخترقُ الجفونْ
والضمائرُ في سفرٍ والناسُ حمقى
وأنا صفرٌ على الشمالْ
أنا غريبْ
أراقبُ الغمامات المشنوقةَ والقمرَ الباكي والأرضَ المحروقة
أراقبُ ثرثرة العار والصّمتِ واحتراقَ الوقتِ والجنونْ
أنا غريب في وطني بلا وطنٍ وبلا عنوانْ
مدينتي قدّيسةٌ تنتحرُ والشمسُ فوقها سوداءْ
الريحُ تحملُ غباراً أسوداً كروائحِ الموتى
أنا غريبْ
واقفٌ في زقاقِ العشيرة مشاغباً قد أدمنَ التعذيبْ
أدمتْ قلبهُ ثرثرةُ المقاهي
يأكلُ أخي من نتفِ لحمي كالنسورِ الجائعة
كمْ حاولتُ كسرَ القفلِ المصابِ بالصّدأْ
كم حاولتُ لملمةَ الدموعِ من عيونِ البساتينْ
ممنوعٌ عليَّ حتى البكاءْ
الجميلاتُ في بلدي يغرقنَ في الماءْ
يرقصنَ في الماءْ
يعشقنَ بوقاحةٍ ودونَ ضوابطٍ
فهلْ من شيئٍ بعد ذلك في بلدي يستحقُّ الرّثاءْ؟
أنا غريبْ
أشيّعُ صامتاً جنازات العصافيرْ
أقاومُ بلا عونٍ هواءً كالمساميرْ
بيروتَ مغلوبةٌ تسكنها العقاربُ وتنخرها الجرذانْ
لا أجرؤ النظرَ الى وجهِ أمّي كمن يهربَ من جنّتهِ المستحيلة
وقد وعدتها ذاتَ يومٍ أن أولدَ كلَّ يومْ
وجدتُ نفسي كمن يحفر في الجدارْ
ولا يملكُ إلاّ الإنتظارْ
أحاولُ تمزيقَ السكوتِ ليسكرَ برائحةِ الأرضِ وزيتِ القناديلْ
برائحةِ الوطنِ الحرِّ في عيونِ الصبايا ولهيبِ المواويلْ
وأنا غريبٌ بل قولوا شيئاً من هذا القبيلْ
رعتني أمّي وأوصتني كثيرا
وأبي كان يرجو من اللهِ أن أكونَ كبيرا
وأخبرني أنّ الحلمَ لا يموتْ
ولا يُدفنُ في زوايا البيوتْ
أخبرني أنّ الجيادَ الأصيلةَ لن تتوقّفَ عن العزفِ
ستأتي النجومُ على صهوةِ الجنوبِ صارخةً في خليجِ الدّماءْ
لتمسحَ عن وجهِ الصّغار دموعاً طالتْ إقامتها على وجناتهم
يا أبي
يا أمي
لن أُطفئَ الشمعَ في منتصفِ الليلْ
لن يبقى نهاري أخرساً مشلولاً وبلا حَيْلْ
لن يركضَ قلبي عرياناً كطفلٍ يُجرّبُ المشيَ لأوّلِ مرّة
رغمَ غربتي في بلدي
إبتكرتُ المواسمَ للعناقْ
أزلتُ الرّدمَ عن وجهِ القمرْ
قاومتُ بلحمي العاري في الجبلِ والوادي والشارعِ والزّقاقْ
وحملتُ سيفَ أبي وقطعتُ رأسَ النفاقْ
كان معي هادي
أجلْ هادي إبنُ الصّادقِ الأمينِ أبي هادي
بلغنا الوطنَ فعادَ كالفجرِ الواثبِ من كبدِ الظلامْ
وطبعنا في وجدانِ الأمةِ مفرداتِ العِشقِ للحرّية
وقصائدَ شِعرٍ تُغنّي الحبَّ للأرضِ وتعزفُ ألحانَ الغرامْ

شِعر:حسن إبراهيم رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غريب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» غريب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
•●!{مفردات حسن إبراهيم رمضان }!●•  :: الفئة الأولى :: ديوان الشاعر حسن إبراهيم رمضان-
انتقل الى: