د.عائدة المشرف
عدد الرسائل : 186 تاريخ التسجيل : 27/09/2009
| موضوع: زنابق الأحلام الإثنين أكتوبر 12, 2009 7:31 am | |
| زنابق الأحلام
زنابقُ الأحلامْ رغمَ أنَّ غيومَ السّماءِ دثّرتنا بالظّلِّ الحزينْ وأُنشودةُ اليأسِ كأفعى هدّدتنا بالسّمِّ اللعينْ رغمَ المساحاتِ المرصوفةِ بالجماجمِ والأشلاءْ رغمَ الأرضِ المرويّةِ بالدموعِ والدّماءْ رغمَ قانا الذّبيحةِ ورغمَ جُرحِ كربلاءْ نَمَتْ زنابقُ الأحلامِ التي زُرعتْ فينا ليلُ الظلامِ فرّْ فجرُ النهارِ كَرّْ غنّتْ سواقينا نحنُ كموجِ البحرِ لا ننامْ لأنّ مَنْ نامَ سبقتهُ الأيامْ مَنْ نامَ كان كالراقِدِ في القبرِ حيّاً يبحثُ عنِ السلامِ في قبورِالزمانْ ومختصرُ الكلامْ سلامُ القبورِ ذُلٌّ...والذّلُّ وصمةُ عارٍ لا يرتضيهِ الكِرامْ تعلّمْنا كيف يكونُ الثّباتْ وكيف تكونُ الحياة وكيف يكونُ المماتْ إستيقظَ فينا مجدُ النفوسِ ويقظةُ الحِسِّ إستيقظتْ فينا القوّةُ التي سجنتها ظُلُماتُ العصورْ وجيادُ الفجرِ الواثبِ الى التلالِ والسهولِ والبحورْ تعلّمنا المقاومةَ بلا رواتبَ ننتظرها آخرَ الشهرِ وبلا بنادقَ مستعارة وبلا ارتهانٍ وبلا تجارة تعلّمنا أنّ الصليبَ والهلالَ من رحِمٍ واحدٍ وأنّ الخضوعَ تخلّفٌ وأنّ الرّفضَ الرّاعدَ والجهادَ حضارة أثمرَ الزّرعُ فينا الجُرحُ الجنوبيُّ باتَ خِدشاً بسيطاً التلالُ أصبحتْ الرّاويةَ لبطولاتِ الزّمنْ أوديةُ الخيرِ جمعتْ مُذكّراتها...كلُّ الصفحاتِ عنِ الفدائيينْ نحن صنعنا التاريخَ الجديدْ قهرْنا الذي قالوا عنه يوماً: هذا لا يُقهرْ؟ كشفناهُ على حقيقتهِ...نمرٌ من ورقْ يرتجفُ...يخافُ...يبكي...يفرُّ كالأرنبْ قُرانا غيّرتْ ملابسها شتلةُ التبغِ عمّرتْ بيتاً جديداً لمْ تعدْ أغاني الحقلِ حزينةً بَنَتِ التلالُ معابداً للصلاةِ وللدعاءِ للشهداءْ أطلقتِ الأوديةُ نشيدَ الشهيدِ فامتلأَ الفضاءْ: خذوني الى القدسِ الحبيبةِ...أرجوكم خذوني الى "الأقصى"الى"كنيسةِ المهدِ" أُريدُ الصلاةَ...أرجوكم خذوني الى "رام الله" أُكفكفُ دمعها...هاكم عيوني الى بستانِ "حيفا" الى الزيتونِ والتينِ الى كعبةِ خُلِقتْ حديثاً في المُخيّمِ في "جِنينِ" مُدّي جدائلكِ يا "قُدسُ" من السماءِ واسحبيني وكلّفي الهدهدَ بإحضاري الى فلسطينِ إنّي اهتدَيْتُ لعنواني والتيهُ غادرني سئمتُ الشّتاتَ...جهّزْتُ نفسي لموتِ يُعيدُ إليَّ الحياة لم أعدْ أحيا إلاّ بموتِ عزيزِ...بتفجيرِ يُناديني أنا الآنَ قنبلةٌ تّدوّي وإنْ مُتُّ يا قدسُ...فإنّ اللهَ يُحييني
الشاعر حسن رمضان
| |
|