د.عائدة المشرف
عدد الرسائل : 186 تاريخ التسجيل : 27/09/2009
| موضوع: طمّاعة فلسطين الإثنين أكتوبر 12, 2009 7:35 am | |
| طمّاعة فلسطين
دوّتْ كما الرّعدِ المجازرُ وصرخةُ الأشلاءْ...علا البكاءْ يا عربيٌّ: لم تبكِ وحدكَ...بكتِ الدنيا وبكتْ ملائكةُ السماءْ إستبشرتْ أرواحهم؟ غاضبٌ أنتْ...! ناقمٌ أنتْ...! كرّمْتها فكُنتْ: في الشارعٍ متظاهراً...مُتضامناً هي رأتْ الكوفيّةَ على كتفيكْ ورأتْ شُهُبَ نارٍ ينطلقُ من عينيكْ مسكينةٌ أرواحهمْ...أشلاؤهمْ...ما عَرَفَتْ وما قرأَتْ؟ همّكَ حِفظُ ماءِ الوجهِ كي لا تهبُطَ اللعنةُ عليكْ دمعُكَ يافطةُ خوفٍ لا أكثرَ في عينيكْ مشهدُكَ الباكي...السبُّ والشّتمُ كلُّ ما لديكْ التظاهرُ...التفاخرُ...حرقُ الأعلامِ...راياتُ النصرِ بالأصابعِ... الظهورُ على الشاشاتِ....كلُّ ما لديكْ كأنّ شكوى كنيسةِ المهدِ وأقصى الإسراءِ ما وصلتْ إليكْ ؟ أنتَ ما سمعتَ الشكوى حقّاً...لأنكَ وضعتَ القطنَ في أُذُنيكْ آهٍ...لو عرفتِ الأرواحُ والأشلاءُ...حتماً ستبصقُ عليكْ
طمّاعةٌ أنتِ ؟ وقحةٌ أنتِ ؟ يا فلسطين سهرَ الفنّانونَ الليالي حتى الفجرِ لأجلِ عينيكِ غنّوا الحُلمَ العربي ومحمّد الدرّة لأجلِ عينيكِ كأنّكِ ما قرأتِ قصائدَ البكّائينْ ؟ كأنّكِ ما رأيتِ على الشاشاتِ المُثقّفينْ ؟ وتحاليلَ المثقفينْ ؟ وثِقلَ دم المثقفينْ ؟ أما وصلتْكِ دموعنا ؟ أما رأيتِ الملايينْ ؟ سهرَ القادةُ طوالَ الليلِ لأجلِ عينيكِ ؟ هجروا نساءهم في كلِ ليلةٍ حصلتْ فيها مجزرةٌ...لأجل عينيكِ ؟ لوّثوا طهارةَ بيروتَ بمبادرةٍ تدلُّ العربيّ على كيف يموتْ ؟ لأجل عينيكِ ؟ هم ما أطلقوا علينا الرصاصَ يومَ تظاهرنا ؟ لأجل عينيكِ ؟ قمعونا بالهراواتِ فقط...بخراطيمِ الماءِ الساخنِ فقط...لأجل عينيكِ ؟ كانوا رُحماءَ...أقفلوا في وجهنا الشوارعَ والأحياءَ ؟ لأجل عينيكِ ؟ ما قطعوا العلاقاتْ...وما أقفلوا السفاراتْ...وما استعملوا سلاحَ النفطِ...بل صمتوا لأجلِ عينيكِ ؟ طمّاعةٌ أنتِ يا فلسطين ؟ سُوّيَتْ أكواخُ التّنك ِبمن فيها مع الأرضِ في جينينْ وتزيّنتْ بالسبقِ الصّحفيّ الشاشاتُ...بصُورِ الأطفالِ المذبوحينْ بالجثثِ المقطّعةِ والأشلاءْ...بالنساءِ الموتى والمُسِنّينْ ما سكتَ الشارعُ العربيّ أطلقَ كلاماً فارغاً في الهواءْ هدّدَ...توعّدَ...الويلُ لمن يقومُ بمهمّةِ الدّفنِ غيرهُ ؟ أوتنكرين ؟ ألا تشبعين ؟ طمّاعةٌ أنتِ يا فلسطينْ ؟
كفاني تهكّماً وانتقاداتْ ما فاتَ فاتْ...ومَنْ ماتَ ماتْ وما زالَ العدوُّ لا يرضى وطناً لا يبداُ بالنيلِ وينتهي بالفراتْ قُمْ من نومكَ أيها العربيّ خُذْ قلماً وسجّلْ خيبتَكَ إعترفْ بأنّكَ ما قرأتَ كتابَ الحُسينْ وما سمعتَ بكتابِ بدرٍ وحُنينْ إعترفْ بأنّكَ تنكّرتَ للمجاهدينْ إعترفْ بأنّكَ كنتَ ساذجاً حين صدّقتَ التلفزةَ والصّحفَ والإذاعاتْ إعترفْ بأنّكَ كنتَ تُصلّي من دون معرفةِ معنى الصّلاة إعترفْ بأنّكَ كنتَ جباناً حتى ضاعتِ القدسُ وضاعتْ فلسطينْ أكتبْ: إنّ التظاهرَ وحدهُ لا يكفي إنّ الصّراخَ وحدهُ لا يكفي إنّ حرقَ الأعلامِ وحدهُ لا يكفي إنّ الغناءَ وحدهُ لا يكفي إنّ الصّلاةَ والأدعيةَ وحدها لا تكفي أكتبْ: بغيرِ التضحياتْ سيبقى العربُ عُراة وسيذهبُ النيلُ والقدسُ والفراتْ
شِعر: حسن إبراهيم رمضان
| |
|