عيدٌ من غير موعد

(1)
غريبٌ أمرُها الدنيا
تغيّرتْ في لحظاتْ
شاطئ البحرِ شاهدٌ
نظراتٌ
همساتٌ
إبتساماتٌ وقُبُلاتْ
تغيّرتْ حياتي في لحظاتْ
(2)
عروسة البحرِ بين يديّ
عيناها؟
ما أجملَ عيناها
ألقتِ القبضَ على عينيّ
شفتاها؟
ما ألذّ شفتاها
زرعتِ الشّهدَ في شفتيّ
كأني اعرفها منذ ثلاثين عاماً
رحلتْ ذاتَ يومٍ
ثمّ عادتْ
تعانقنا
حملتُها بين ذراعيّ
تشابكتْ يداها بيديّ
ولشدّةِ التوحُّدِ
كاد يُغشى على عروسة البحرِ
وكاد أيضاً ان يُغشى عليّ
(3)
يا عروستي القادمة على جناح الصّدفة
إني احبكِ
لا تستغربي
لا تتعجّبي
أنا أعرفكِ منذ ثلاثين عاماً
كنتُ تائهاً والآنَ اهتدَيْتْ
كنتُ ضريراً والآنَ رأيْتْ
أنتِ مّنْ حلمتُ بها
وانتِ مّنْ اشتهَيْتْ
حضرتِ الى مملكتي
وانا كنتُ غائباً وفاقداً للوعيِ
لكني الانّ يا سيدتي لأجلكِ واللهِ أتيْتْ
(4)
مزّقي أوراقَ الذّاكرة السوداءْ
يااااأميرة النساءْ
لكِ الوعدُ
سأكونُ المصباحَ الجديدَ لعُمرِكْ
كفاكِ بكاءْ
سأكونُ طَوْعَ أمرِكْ
سأكونُ من بعد الجفافِ الشتاءْ
سأكونُ نورَ بدرِكْ
أنا يا حبيبتي وشوشاتُ المساءْ
انا الفرجُ المولودُ من صَبْرِكْ
قومي الى الغناءْ
يا حبيبتي
ماتتِ الأحزانُ للتوّ
عادَ الصّفاءُ الى الجوّ
عادتِ العذوبةُ الى الماءْ
عاد النقاءُ الى الهواءْ
إنّي احبُّكِ
قولي أحبّكَ
لا سماحَ اليومَ للخجلِ ولا للحياءْ
(5)
يقولُ البحرُ:
رحل الكَرْبُ عنّا وانتحَبْ
عدنا أطفالاً صغاراً
نلهو كما يلهو الصّغارُ بالّلعبْ
نُغنّي...لكن بصمتْ
نرقصُ...لكن بصمتْ
وننتشي من عزفِ الموجِ كآلات الطّربْ
تنحّى النحلُ جانباً
وكذلكَ حالُ الرّطَبْ
الشهدُ صُنْعُ شِفاهنا
وشفاهُنا تُعطي الرّطَبْ
(6)
أحاولُ الوصفَ فيعجزُ الوصفُ
يا ستَّ الدنيا
يا الإمرأة الأفضلُ
يا الحنانُ والعطْفُ
أنتِ في دنيايَ عيدٌ
وساعةٌ بقربِكِ حبيبتي
تُساوي ساعَتينِ بل ألفُ
.....................................
ح.إ.ر

» عيدٌ على الأبوابْ
» عيدٌ مُرّْ