أسوارة المجد

إنْ تسلْ عن ذي التي في مِعصمي
هي الدّواءُ لــــــــكلّ جُـــــــرحٍ مؤلِمِ
أسوارةٌ فـــــي مِعصــــــــمي فِضّيّةٌ
حجـــابٌ لاتّقاءِ شــــــــــــرّ جهنّــــمِ
ذهبيّة اللـــــــــونِ الحروفُ وقد بـدتْ
كندى الصّـــــباحِ بعد ليـــــــلٍ مُظلِمِ
ســــــرُّ الحــــــروفِ إذا ما جُــــمّعتْ
مُقــــــاومةٌ فكــــيفَ الوصفُ بالقلـمِ؟
هي النجـــاةُ هي الحـــياةُ وقــــــــد
رفعتْ برأس الضّــــــــــــادِ للنُّـــــجُمِ
عادتْ إلـــيَّ كـــــرامتي لمّا ارتـــوتْ
كُلُّ الحــقولِ والهضـــــــابِ بالـــــدّمِ
أبطـــالها أعطـــوا المِثـالَ بحــــــبّهم
للأرضِ للعـــِرضِ للأخــــــلاقِ للقِيَـمِ
وشــــقائقُ النعمانِ تروي قصــــــــةً
عنِ الغــــرامِ ومـــــــا من مُغـــــــرمِ
إلاّ وقد دخــــــل الرّجـــــاءُ لقلــــــبِهِ
وواجـــــهَ الأخــــــطــارَ دون تـــبــرُّمِ
واســــتهزأ بالضـــدِّ لا يأبـــــــهْ لــــهُ
فأذاقـــــهُ الذّلَّ وطـــــــعمَ الــــعلـقمِ
دفعتْ لمن كانوا عُطـــــاشـــى بأمّةٍ
بإبريــقِ ماءٍ أصــــلُهُ من زمــــــــــزمِ
وببذلـــــة الحـــربِ الضّـــروسِ تزيّنتْ
وببذلـــــةٍ حمــــــراءَ بقــــلبٍ مُفعمِ
بحــــبِّ الجنوبِ وحــبِّ الترابِ وحـبّ
النــــبيّ وحـــبِّ الإلــــــــــهِ الأكـرمِ
فتحــــققَ النّصرُ والأعداءُ قد رحــلوا
وفُــــــكَّ قيدُ القُرى وقيدُ كــلِّ مُرقَّمِ
أيارُ يزهـــــو بالــــــورودِ ولم يعــــــدْ
كالأمــــــسِ كــــــانَ كـأنّهُ في مأتمِ