وداع 2010

وداع 2010



(1)

من أين أبدأ ؟

من بابِكِ ؟

من غزّةَ الشهداءْ ؟

أو أبدأُ من بعدِكِ ؟

من بعدِ أنهار الدّماءْ ؟

يا سنةً قد عبرَتْ

زادتْ عديدَ الفقراءْ

يا سنةً قد أتقنَتْ

فعْلَ الجريمةِ والعزاءْ

لا لن أُودِّعَ آسِفاً

سنة الجروحِ والشقاءْ

قلقد حملْتِ ببطنِكِ

شيطانَ همٍّ وبلاءْ

الأقصى يلعنُ ذِكرَكِ

والقدسُ تشكو الإعتداءْ

وغزّةَ في محنةٍ

تشكو حِصارَ الأقرباءْ

عزَّ عليها أُخوةٌ

قد حاصروها في الخفاءْ

مليونَ آخٍ أطلقتْ

فاهتزَّ عرشٌ في السماءْ

والعُرْبُ في أوكارهم

يتآمرونَ في الخفاءْ

لا لن أُودِّعَ آسِفاً

سنةَ الجروحِ والشقاءْ

(2)

بغدادُ أيضاً في عذابْ

قد هدَّها هوْلُ المُصابْ

وهوى النخيلُ مُضرّجاً

بدمائهِ نحو الترابْ

وتسألُ عن أهلها

وتُردّدُ طالَ الغِيابْ

تبكي على أبنائها

من فتنةٍ حزّتْ رِقابْ

فالإحتلالُ غريمُها

قد دنّسَ طُهْرَ الكِتابْ

رفعتْ يديها الى السما

ترجو الدّعاءَ المُستجابْ

يا ربّي أهدي أمّتي

وأعِدْ لأبنائي الصّوابْ

لا لن أُودّعَ آسِفاً

سنة الجريمةِ والخرابْ

(3)

لبنانَ مجروحَ الفؤادْ

ويُعشعشُ فيهِ الفسادْ

فلقد أُصيبَ بطُغمةٍ

ما مرَّ مثلُها في البلادْ

وبعهدها سنَّ القضا

بيْعَ الضميرِ في المزادْ

واستنجدَتْ بقاتِلٍ

كي يحكمَ حُكْمَ الرّشادْ

وشهودُ زورٍ صنّعَتْ

ودنّسَتْ شرَفَ الجهادْ

وتأمْركَتْ فتمذهبَتْ

فشوّهتْ دينَ العِبادْ

خطُّ الجهادِ غريمُها

وغريمُها أهلُ الجِهادْ

لا لن أُودِّعَ آسِفاً

سنة التأمرُكِ والفسادْ

(4)

رغمَ السنة الحمقاء وما فيها

رغم المآسي التي غطّتْ لياليها

يرتضي البعضُ طأطأةَ الرؤوسِ

لكنْ نحنُ نُعلّيها

يُرخّصُ البعضُ أسعارَ النفوسِ

لكنْ نحنُ نُغلّيها

نحنُ سُكّانُ العرينْ

نحنُ الخميرُ في العجينْ

وبيوتنا لو هُدّمَتْ

نحنُ سنبنيها

خيارُنا الأملُ

خيارُنا حياةٌ تسُرُّ الأحبّةَ

أو مماتٌ يُغيظُ العِدا

أقلامُنا حُرّة

وقصائدنا حُرّةٌ بما فيها

لو قطعوا عنّا الماءْ

سنعصُرُ الصّخرَ ونستحضرُ الماءْ

لو حرمونا من الخُبْزِ

سنأكلُ الترابَ على باب المساءْ

قسَماً بأشلائنا سوف نمضي

قسَماً بقبورنا سوف نمضي

نمضغُ الألَمَ لنقذفَهُ في وجهِ الجائرينْ

يغلي الثأرُ في صدورنا كي نُحاسبَ المُجرمينْ

لو أكلتِ القيودُ عظامَنا

لو مزّقتْنا سِياطُ الجلاّدينْ

لو كوتْنا أعقابُ سجائرِ السّجّانينْ

لن نموتَ

لن نموتَ

لن نموتَ الآنَ ولا بعد حينْ

يا سنةً على باب الرّحيلْ

سأُتابعُ مشواري

إنّي اتخذْتُ قراري

الأملُ دربي وشِعاري

الحرّيةُ الجمراءُ داري

لا لن أُودّعَ آسِفاً

سنةً قد أشعلتْ ناري

*********************

شاعر الأمل