أحقاً أنتِ مجنونة ؟

أحقاً أنتِ مجنونة ؟



(1)

تسيرُ بنا الأيامُ

تأخذُ ما فينا

نتعاركُ

نتشاركُ

وآخرُ الأمرِ يا عمري

نطوي هذه الأيام

أوِ الأيامُ تطوينا

وإنْ كُنّا على أملٍ

يكونُ الفوزُ جانبَنا

ويغدو اليأسُ مسكينا

(2)

فأنتِ حِبْرُ أقلامي

وأنتِ كلُّ أحلامي

وأنتِ شطبُ آلامي

وأنتِ نورُ أيامي

وأنتِ وصْلُ أرحامي

وأنتِ أصْلُ إسلامي

أريدُ الردَّ يا عمري

فهل قُمْتِ بإعلامي ؟

إذا كُنْتِ كما كُنْتُ

وكنتِ سرَّ إلهامي

سأحيا دائماً أبداً

وكلُّ السَّعْدِ في عامي

إذا كنتِ بلا قلبٍ

يكونُ الحُكْمُ إعدامي

(3)

أحقاً أنتِ مجنونة ؟

وبالأشعار مفتونة ؟

أحقاً أنتِ في الأسْرِ ؟

وفي الآهاتِ مسجونة ؟

أحقاً أنتِ من طينٍ ؟

بحُبّي أنتِ مسكونة ؟

أحقاً بعد معرفتي

دموعُ الحزنِ مدفونة ؟

فيا روحي ويا عمري

لكِ التفويضُ في أمري

فأنتِ الطُّهْرُ في خمري

وأنتِ الدّفءُ في الغمْرِ

لقلبي أنتِ مرهونة

(4)

الويلُ للسّجّانْ

سمّيتُهُ الشيطانْ

يا ليتهُ يرحلْ

من ديرة الخلاّنْ

إني انا في حاجةٍ

للرّوحِ للرّيحانْ

وبحاجةٍ لشهْدِها

ولعِطْرها الفتّانْ

وبحاجةٍ لثغرها

ولخمرها النعسانْ

وبحاجةٍ لحضنها

ولدفئها الخجلانْ

وبحاجةٍ للمْسها

ولهمْسها العريانْ

الويلُ للسّجّانْ

سمّيتُهُ الشيطانْ

(5)

قدري انتظارُ قدومِها

ونضوجِ خيرِ كرومِها

واللهِ قد عذرتُها

واللهِ لا ألومُها

إني شريكُ عذابها

وكذا شريكُ همومِها

الوحشُ سدّ طريقها

وطلا السّوادُ غيومَها

لكنها قد قررتْ

إطلاقَ ضوءِ نجومها

جاء الفؤادُ مُبشّراً

بغدٍ يُضيئُ قدومَها

(6)

فلْتسقطِ الأعرافْ

ولْيسقطِ الإجحافْ

هيَ ثورةٌ قد أُعلِنَتْ

بالعدلِ والإنصافْ

الحبُّ ليس مُحرّماً

لا بل هو تاجُ العفافْ

لو كنتِ في تصحُّرٍ

بالحبّ يرتحلُ الجفافْ

تنمو الثمارُ مجدداً

وتُسعدينَ بالقِطافْ

العِشقُ سُنّةُ خالِقٍ

أسفي على قلبٍ يخافْ

قولي أُحبُّكَ سيدي

هذا لكِ حاءٌ وقافْ

************************

شاعر الأمل