فلسفةُ العِشقْ

فلسفة العِشقْ

***

سيدتي
ما من أحدٍ في الخلقِ بلا عنوانْ
للإنسانِ وطنٌ
للحيوانِ وطنٌ
للنّباتِ وطنٌ
وللطيورِ يا سيدتي أوطانْ
كُلٌّ يلعبُ في مساحاتِهِ
لكنَّ الكُلَّ في اللاوعيِ يلعبُ خارجَ العنوانْ
نصٌّ مكتوبٌ بحِبرٍ سِرّيّْ
موروثٌ من عصرٍ حجريّْ
منسوبٌ لكتابِ نبيّْ
مولودٌ من عُرْفٍ شرقيّْ
مِنّا مَنْ آمَنَ
مِنّا مَنْ كفَرَ
ومِنّا مَنْ " بينَ بينْ "
يلعبُ على الحبلَينْ
لكنَّ للعِشقِ فلسفةٌ أخرى
سُلطانٌ مُستبدٌّ
سطوةٌ كُبرى
يُؤمِّمُ العقولَ فيُوظّفُها لخدمتِهِ
تحفُرُ لهُ الأنفاقَ كي يتسلَّلَ إلى الجهة الأخرى
فيكونُ العِناقُ بلا رقيبٍ وبلا أثمانْ
لا تقربي العِشقَ لو كُنتِ خوّافةً
للعشقِ دينٌ مُختلفٌ عنِ الأديانْ
كأسُهُ لذيذٌ جدّاً
لكنَّ كأسَهُ مفتاحُ الإدمانْ
وللعِشقِ مقولةٌ : مَنْ لم يؤمنْ بي ليسَ منّي
فأساسُ العِشقِ الإيمانْ
وملوكُ العِشقِ الشُّجعانْ
لنْ يدخُلَ جنَّتَهُ هاوٍ
لن يدخُلَ جنَّتَهُ كسلانْ
وجنونُ العِشقِ سيدتي
طيرٌ لا يخشى النيرانْ
ففضاءُ الكونِ مسرحُهُ
مركزُهُ قلبُ الإنسانْ
لا ليس العِشقُ معصيةً
فالعِشقُ صُنْعَ الرّحمنْ
حتى لو كانَ معصيةً ؟
من ربّي يأتي الغُفرانْ
لا تخشي العِشقَ سيدتي
سيكونُ طيَّ الكِتمانْ
كِتمانُ العِشقِ سيدتي
في هذا الشرقِ ميزانْ
وأمانٌ حتماً سيدتي
وضمانُ السّرِّ إثنانْ
أدعوكِ الآنَ سيدتي
كي تنسي عُمْرَ الأحزانْ
فالفرحُ الأكبرُ سيدتي
ينتظرُ لاقيهِ الآنْ

***

شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان