عروسة الليل
***
أحبُّكِ يا عروسة الليلِ
فالليلُ دونَكِ مُظلِمُ
ودونَكِ روحي جريحةٌ
وقلبي دونَكِ مُعدَمُ
أحبُّكِ لأنَّكِ الحياةْ
ولأنَّكِ الأمنياتْ
ولأنَّكِ يا سيدتي الجميلةَ الحُلُمُ
إبتدأَ العُمرُ الضَّاحِكُ وانتعشَ الفؤادْ
فتفاءلي بمَحْوِ ماضيكِ المُعمَّمِ بالسَّوادْ
سأملأُ الآتي عصافيراً تُغرّدُ
وأقماراً تُزغردُ
ونجوماً تتشهَّدُ
أشهدُ أنْ لا حبيبةَ لي إلاّ أنتِ
وأشهدُ أن لا قصيدةَ لي إلاّ أنتِ
وأشهدُ أنَّ الآتي أعراسٌ وغِناءْ
ودفءٌ يعجزُ عن قهرهِ برْدُ الشتاءْ
سنمضي معاً إلى جزيرةٍ عذراءْ
صباحاتُها تغاريدُ طيورٍ وصفاءُ سماءْ
مساءاتُها مراسيلُ سرورٍ ونقاءُ هواءْ
يحرسُنا البحرُ وتحرسُنا النُّسورْ
لن يجرؤَ القراصنةُ هناكَ على العُبورْ
فكلُّ الساعاتِ هناكَ تتوارثُ النُّورْ
إنّي أحبُّكِ فوق ما تتصوَّرينْ
وإنَّ عُمري دونَكِ يا عروسة الليلِ عٌمْرٌ لعينْ
وإنَّ قلمي دونَكِ قلَمٌ حزينْ
فأنتِ اختياري من بين ما خُلِقَ من ماءٍ وطينْ
وأنتِ انتصاري على احتضاري وأنتِ الياسَمينْ
أنا وأنتِ فلسفةُ الحبِّ الخالدِ
ستؤمنُ بها الأجيالُ لآلافِ السنينْ
يا سيّدتي تقدّمي
لا تهدُري الوقتَ الثمينْ
فكلُّ تأخيرٍ عن اللقاءِ خسارةٌ
وكلُّ تأجيلٍ للّقاءِ سِكّينْ
تعالي كي يملأَ الليلَ عِطرُ الياسَمينْ
وكي يُشرقَ في الليلِ قمَرُ العاشقينْ
تعالي كي نقرأَ فاتحةَ العُمر الأمينْ
ولكي نُعيدَ الإعتبارَ للحنانِ والحنينْ
لا تخافي من الآتي بعد حينْ
اللهُ ربُّنا وربُّ الحُبِّ يا سيِّدتي
والحبُّ حلالٌ وما حرَّمَهُ دينْ
*****
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان