حديث الصحونْ

المشرف عدد الرسائل : 186 تاريخ التسجيل : 27/09/2009

حديث الصحونْ

حديث الصّحون

حققوا ما يشتهونْ
أكثرُ الناسِ صُمٌّ
أكثرُ الناسِ بُكمٌ
أكثرُ الناسِ لا يفقهونْ
نجح الحاكمون؟؟؟
سخّروا العِلمَ للسِّحرِ
أقفلنا أبوابَ بيوتنا
كي نتقي شرّهم
لكننا واهمون واهمون
مَنْ يصعدَ الجبلَ الرّفيعْ
لا يرى بشراً
لا يرى شجراً
كلُّ الأسطحِ حمّالةُ صحونْ
من ذلك المستديرِ وعينِهِ السِّحريّة
دخلَ الشرُّ المُبرمجُ
بهرتنا الصّورةُ
هنا قناة الرّقصِ كي نتعلّمَ الرّقصَ
هنا قناة القتلِ كي نتعلّمَ القتلَ
هنا قناة الجنسِ كي نتعلّمَ طرائقَ الجنسِ
وهنا قناة الدّينِ كي نتعلّمَ الكُفرَ بالدّينْ
وهنا...وهنا ...وهنا
ألفُ قناةٍ فضائية
نجح الحاكمونْ ؟
همُ الآنَ في بيوتنا
في غرفِ نومنا
والكتبُ المسكينةُ يأكلها الغبارْ
الشعوبُ نائمةٌ
الشعوبُ ضائعةُ
الشعوبُ مُخدَّرةٌ
نجح الحاكمونْ
الناسُ قطعانُ غنمْ
الناسُ ذاهبونَ الى العدمْ
أوليس الحاكمونَ ذئابٌ؟
والذئابُ تستلذُّ بلحم الغنمْ؟
لم نعدْ أوفياءَ حتى لأسمائنا
تعدّلتِ الأسماءُ العربية
ما عاد يُعجبنا"محمد وعلي وعمر وفاطمة وزينب"
ما عاد يُعجبنا"الياس وحنّا ويوسف ومريم"
تُعجبنا الأسماءُ التي حفظناها من الصّحونْ
أسماءٌ بلا معنى وبلا رمزيةٍ وبلا مضمونْ
دخلنا طائعينَ لعبة الأسماءِ الغربيّة
واستهوتنا لعبةُ الضياعِ المجنونْ
نجح الحاكمونْ
لكنهم وللحقيقةِ عادلونْ؟؟؟
منحونا الحرّية
نحن أحرارٌ في المساكنةِ
الزواجُ ليس مُلزماً
وإنْ كثُرَ اللقطاءْ
لا خوف على البلدِ
أسس الحاكمونَ للّقطاءِ جمعياتٍ خيريّة
نحن أحرارٌ في التعرّي
نحن أحرارٌ في العلاقات الجنسية
الخمورُ لنا مُباحةٌ
المخدّراتُ بين أيدينا
الأسلحة النجسةُ مُرخّصةٌ
الحروبُ الأهليةُ حقّ مشروعْ
التكفيرُ لا يدخلُ في لائحة الممنوعْ
لنا الحرّية
ولأجل التوازنِ
مثلما لنا الحرّية لهم الحرّية
هم أحرارٌ في منعنا عن المساجد والكنائسِ
كي لا نوصم بالعنصرية
هم أحرارٌ في تعيين قادة المجالسِ
كي لا تضيعَ الهوية
هم أحرارٌ في تسليم مفاتيح الجنة للوساوسِ
كي تبقى الجنة سرمدية
هم أحرارٌ في تحريم توحّدنا
كي لا تتوهّجَ القضية
هم أحرارٌ في السكوتِ عن تشرّدنا
كي لا تملأَ الدماءُ أرضنا القدسية
هم أحرارٌ في الوقوفِ ضدّ تجددنا
كي لا نُفارقَ عاداتنا القبلية
مثلما لنا الحرية؟لهم الحرية
مباحٌ لنا الخيانة الزوجية
مباحٌ لهم الخيانة الوطنية
مباح لنا البكاءُ دون حدودْ
مباحٌ لهم تجاهل الأعداء على الحدودْ
هم لا يمنعونا عن الموتِ أبداً
لنا الحرية في الموت في الشوارعْ
لهم الحرية في منعنا من الموتِ في الميدانْ
مسموحٌ أن نقتلَ بعضُنا بعضا
مسموحٌ لنا الموتُ في المخادعْ
ممنوعٌ علينا أن ننشد أناشيد الثورة
لكنهم سمحوا لنا بامتهان الغناءْ
ومنعوا عنا تعميمَ فلسفة الفداءْ
لنا الحرية في (الشّربِ) حتى الثمالة
لنا الحرية في العملِ والعمالة
فلسطينَ إسمٌ عربيٌّ قديم
وليست القدسُ أفضل من أورشليمْ
ذهب المسيح الى ربّهِ
و"مريمَ" المقذوفة بالزنا
ما عادت هنا
طرد اليهودُ العربَ يوماً
دعوا الأمر لله
في كلّ بيتٍ من بيوتنا شهيدٌ أو جريحٌ أو أسيرْ
دعوا الأمر لله
إسرائيل جارتنا؟؟؟
ونحن لسنا على قياسها
دعوا الأمر لله
أتُرى؟ هل نجح الحاكمون؟
لا...لا...لا...لا
إنقلبَ السّحرُ على الساحرِ
تغيّرتْ لغة الصحونْ
الصحون تنقلبُ على أصل الفكرةِ
تنقل أخبار المقاومةِ
وصورة طفلٍ يلقي حجره على الميركافا
تنقل الآن الصحون صورة فدائيّ يثأر لأبيه ولتاريخ أبيه
وصورة أمرأةٍ عجوز تحكي الحكاية دون تزويرْ
وصورة شيخٍ أحبّ اللهَ فأحبّه الله عندما شرّع الموتَ الأحمرْ
تنقل الصحونُ الآن صورة لسيّدٍ يخطبُ في الناسِ
يحثّهم على المقاومةِ
يعدهم بالنصرِ
رأينا على الشاشاتِ دباباتٍ محترقةً في جنوب لبنان
وجيشاً ذليلاً بهزيمتهِ
هو نفسه الذي أخبرنا الحاكمون عنه بأنه لا يُقهرْ
رغم أصل الفكرةِ
أيقظتِ الصحونُ الشعوبَ
فعرفوا الفرق بين شريفٍ وعميلْ
عممتِ الصحونُ فكر المقاومةِ
إمتلأتِ الصحونُ بمواليد الكرامة
"المنار...الجزيرة...الجديد...الوطنية...الشام.. .الأ قصى...العالم"
ذهب السِّحرُ
طلع الفجرُ
وامتلأ الفضاءُ بالحقيقة الكبرى:
الحاكمونَ متآمرون
وُلدَ المقاومون
ولّى زمن الهزائمِ وأتى زمن الإنتصاراتْ
عاد معجم الأسماء العربية الى المواليدْ
هدل يمامُ القدسِ بأذان المقاومة من جديدْ
أقامت سنونو "المهد" قدّاسَ الإنتقام "للصليبْ" وأعلنتِ التجديدْ
أيها الحاكمون:
صحونكم دمّرتنا
صحونكم أيقظتنا
شكراً على الفصل الأخيرْ
إرحلوا
إرحلوا
الطوفانُ قادمٌ
إرحلوا أيها الحاكمون

شعر:حسن إبراهيم رمضان

» حديث الصّحونْ