إنّي أُقدِّرُ حالتِكْ

إنّي أُقدِّرُ حالتِكْ

إنّي أُقدِّرُ حالتِكْ
واعلمُ بأنّكِ
يتيمةُ الأمومةِ
ويستحيلُ بديلُها
صورتُها قُبالتِكْ
تلكَ التي جاءَ بها
أبٌ الى سريرها
يُقالُ لها خالتِكْ
لن تستطيعَ أمومةً
فالأصلُ يبقى راسِخاً
إنّي أُقدِّرُ حالتِكْ
ما ذنبُها تلك التي
بالأمسِ كانتْ جارتِكْ؟
وصديقةً كُنتِ لها
تُشاركيها حارتِكْ
وأنتِ مَنْ أوصى بها
كي تسكنَ في دارتِكْ
فما استطعْتِ " هضمَها "
قامتْ قيامةُ ثورتِكْ
الموتُ حُكمٌ وقضاءْ
من ربِّ أرضٍ وسماءْ
والعيشُ حُكمٌ وقضاءْ
لا عيشَ في ظلِّ البكاءْ
تمرُّ في أيّامِنا
ساعاتُ سعْدٍ وهناءْ
تمرُّ في أيّامِنا
ساعاتُ حُزنٍ وعزاءْ
إنْ لم نُغادِرْ حُزنَنا
سيستحيلُ الحُزنُ داءْ
ونظلمُ احبابَنا
ونخسرُ أصحابَنا
وتغضبُ منّا السماءْ
فلا أبوكِ خائنٌ
لا تلعنيهِ بلعنتِكْ
ولا الجديدةُ نقمةٌ
جاءتْ بإسمِ خالتِكْ
تعقّلي تعقّلي
وخففي من ثورتِكْ
وتناغمي مع حالةٍ
جديدةٍ في دارتِكْ
فلرُبّما كنتِ لها
كإبنةٍ في سيرتِكْ
أمّا إذا أخلاقُها
كانتْ تُسيئُ إدارتِكْ
واللؤمُ في نظراتِها
والسُّمُّ في نبَراتِها
فلسوفَ أدعمُ ثورتكْ
لا بل أُقدِّرُ حالتكْ
***************
ح.إ.ر

» إنّي وهبتُكِ دولتي
» إنّي فتحْتُ مدينتي