ليتكِ تقاومينْ

ليتكِ تقاومينْ

***

ياااااااااااااااا سيدتي

كأنّ الخريفَ بكَّرَ بالمجيءْ ؟

أوراقكِ مُصفرّةْ

والشُجَيْرةُ مُكفهِرّةْ

لا تجزعي

أوليسَ الجِذْرُ حيّاً ؟

غداً يكونُ ربيعاً

يُزهرُ اللّوزُ

تلبسُ الشُجيرةُ ثوبَ العروسْ

تطيبُ النفوسْ

أوليسَ الجِذْرُ حيّاً ؟

قدّمي لهُ يا سيدتي ريّاً

ريُّ الأنوثةِ يمنحُهُ التجدُّدْ

لا تقتُلي الجِذْرَ بالتردُّدْ

صُبّي الماءَ على وجهِهِ

أنا أعلمُ وأنتِ تعلمينْ

جعل اللهُ بالماءِ كُلَّ شيءٍ حيّاً

إخلعي رداءَ الخريفْ سريعاً

حوِّليهِ ربيعاً

أمَا رأيتِ الغيمَ في وجهِ السماءْ

إبعثي حِمَمَ الأنوثةِ كي يكونَ شتاءْ

سيتكفَّلُ المطرُ بإرواءِ الجذورْ

يستعدُّ الترابُ لإطلاقِ الزهورْ

حرِّري الأنثى من اليأسِ

لا تكوني حطّابةً تهوي على جذعِ الشُجيرةِ بالفأسِ

فأنتِ لستِ قاتلةً

وأنتِ لستِ مُجرمةً

أنتِ الأجملُ

وأنتِ الأفضلُ

أفرِغي الذّاكرةَ من أحزانٍ مُتراكِمة

تجدّدي للأيامِ القادمة

إنطلقي إلى النُّورْ

حرّري العِطرَ المأسورْ

إياكِ والخوفُ يا سيدتي

لو خافَ الشجرُ من المطرِ ما أزهَرْ

وما زيّنَ الحقولَ وما أثمَرْ

تهبُّ الرّياحُ

تُكثرُ الجِراحُ

وتمرُّ العاصِفةُ فيعودُ الزّهرُ كمُنتصِرٍ أكبَرْ

ربّما تنهالُ العِصيُّ عليكِ بالضّرْبِ فتتألّمينْ

لا تُخطئي بالدّرْبِ فتندمينْ

ولا تأخذي العِصيَّ مُبرِّراً كي تستسلمينْ

لا تقولي عنّي بأنّي لا أشعرُ بما تشعرينْ

فأنا أقاومُ المُستبدَّ بي

أهزأُ بالجلاّدينْ

ليتكِ تقاومينْ

فالمقاومةُ بابُ الرّجاءْ

ليتكِ تقاومينْ

بعشقٍ للحياةِ نقاومْ

ليتكِ تقاومينْ

بإرادةٍ وعزمٍ نقاومْ

ليتكِ تقاومينْ

إحتلّكِ اليأسُ ولن يرحلَ بغير المقاومةِ

ليتكِ تقاومينْ

ليتكِ الآنَ تقرّرينْ

فالأمَلُ يُقيمُ في شمالكِ وفي اليمينْ

***********

شاعر الأملْ حسن رمضان

.