باقٍ على حُبّْ

باقٍ على حبّْ

**********

(1)
باقٍ على حُبّْ
وإنْ طالني الإنتقادْ
لأنَّ اللهَ حُبّْ وغايةٌ بين العِبادْ
وإنَّ حُبّي شاملٌ يا حلوتي وكاملٌ وعاقلٌ بلَغَ الرَّشادْ
سكنَ المؤنثُ مُهجتي
فعشقتُكِ يا حلوتي
يا حلوتي أنتِ التي ملَكَتْ مفاتيحَ الفؤادْ

(2)
أُغرمْتُ جداً بالترابْ
وعشقتُ دوماً أمَّتي
وطني السؤالُ والجوابْ
وطني الكتابُ وآيتي
وطني الطعامُ والشرابْ
وطني الحبيبُ قِبلتي
وطني الذهابُ والإيابْ
وطني اللسانُ ونِيَّتي
فدمي وروحي والخطابْ
وكذا السلاحُ وثورتي
رهْنُ السهولِ والهضابْ
وطني الحبيبُ وصيَّتي

(3)
أعشقُ الليلَ لأنّهُ سرُّنا
يحرسُنا
يعزفُ لنا
يشهدُ على ميلادنا
أعشقهُ لأنّه حبيبُ المُقاومينْ
يرفعُ أذانَ العودةِ
حيَّ على فلسطينْ
فتقومُ البنادقُ إلى الصلاة
وتباشرُ بالدُّعاءِ الأمَّهاتْ
تبتهل القدسُ
ولأجل عيونها تستجابُ الدَّعواتْ
يهتزُّ عرشَ الممالكِ
يُجدَّدُ أملُ العودةِ
ويُكسرُ كأسُ الشَّتاتْ
أعشقُ الليلَ لأنكِ فيه
ولأنَّ فيهِ وعْدُ نصرٍ آتْ

(4)
باقٍ على حُبّْ
أملي سلاحي
أحبُّكِ يا سيدتي
فأنتِ صباحي
ورفيقةٌ لي في كفاحي
ولأنكِ صدى لجُرحِ الأمَّةِ وصرخةُ ثأرٍ تُطلقها جراحي

(5)
جراحي كثيرةٌ يا سيدتي
أوَّلُها جُرحُ حبيبتي
حبيبتي مدينة المدائنِ
إعتقلوا القدسَ
وبيتُ الله مُكتئبٌ
صادروا داري
قطعوا أشجاري
قتلوا جاري
وأنا الآنَ مُشرَّدٌ
يؤلمني حُكّامٌ تاجروا بشعاري
زوَّروا أخباري
قاومتُ فأساؤوا إلى دمي
قالوا بأنِّي مُخرِّبٌ ؟
وما أرادوا انتصاري
فالعدوُّ شقيقُهم
والوُدُّ قامَ بينهم
دعموهُ بالنفطِ العتيدْ
رفعوا الغِطاءَ عن الشهيدْ
وحاصروني بفتنةٍ
يرجونَ فيها انكساري
أنا باقٍ على حُبّْ
بذلتي مُرقَّطةٌ زيتيّة
وردتي على كتفي بندقيّة
وقضيتي رغم أنوفهم عربيّة
ولن يفوزَ حصاري

****************

شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان