عوْدٌ إلى بدءْ

عَوْدٌ إلى بدءْ
*********

يا ليلُ إجعلْ ليلتي
تاجَ الليالي برحلتي
في ليلتي اشتعلَ الهوى
وبها فقدتُ براءتي
طابَ الجنونُ بطيّها
فيها اكتشفتُ رجولتي
قبل الجنونِ لم أكنْ
إلاّ أسيرَ ذكورتي
حمقاءَ كانتْ
لا بل تظنُّ بأنها
قد أبدعَتْ في حضرتي
هي أقنعتني بالنساءْ؟
بأنّهُنَّ في السَّواءْ ؟
حتى غدَوْتُ آلةً
والعُمرُ عطَّلَ آلتي ؟
فمللتُ كلَّ مؤنثٍ
مُتكرّرٍ في ساعتي
للنوم ألجأ باكراً
لا موقِظَ لإثارتي؟
وابيَضَّ شَعري مُعلناً
خبَرَ ابتداءِ نهايتي
فاستنفرَتْ نظّارتي
واستُحضِرَتْ سمّاعتي
وتهيّأتْ عُكّازتي
والحقُّ كنتَ بائساً
بل يائساً من حالتي
لكنني في لحظةٍ
أقفلْتُ بابَ نهايتي
عادَ الشبابُ مُجدَّداً
ففتحتُ بابَ بدايتي
طيفٌ أتاني مُسلّماً
نورٌ أضاءَ جهالتي
همساتُها قد أيقظَتْ
يا ليلُ كلَّ إثارتي
فالآنَ قد أحببتُكَ
يا ليلُ أنتَ غايتي
فأطِلْ مكوثَكَ سيدي
وخّذْ نهاري وساعتي
لا ليسهُنَّ في السواءْ
فالطيفُ مختلفُ الأداءْ
وفي الحقيقة مُبدعٌ
ولن يُكرَّرَ في النساءْ
أنوثةٌ قد أتقنَتْ
فنَّ الإثارةِ كالشتاءْ
تُحيي إذا ما أمطرَتْ
شيخاً على حدِّ الفناءْ
مجنونةٌ لو أُغرمَتْ
وجنونُها عقلٌ مُضاءْ
نارٌ إذا ما لامسَتْ
يدَ المُذكَّر في مساءْ
خمرٌ إذا ما قبَّلَتْ
ثغرَ المساءِ دونَ ماءْ
أنوثةٌ قد أتقنَتْ
فنَّ التجدُّدِ في الآداءْ
يا ليلُ هذي ليلتي
فاشهدْ على ولادتي
دوِّنْ بتاريخِ الهوى
واشطُبْ سنينَ هويّتي
*****************

شاعر الأمل