•●!{مفردات حسن إبراهيم رمضان }!●•
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك يا زائر واحـــة الأمـــل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لمن اراد الانتصار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دلال




انثى
عدد الرسائل : 6
تاريخ التسجيل : 10/11/2008

لمن اراد الانتصار Empty
مُساهمةموضوع: لمن اراد الانتصار   لمن اراد الانتصار Emptyالأحد نوفمبر 16, 2008 7:05 pm

لمن أراد الإنتصار

لم يكن المقاومون بمفردهم يروون الأرض من نجيعهم حتى يؤذن للربيع أن يخضّر قبل أوانه، فقد كان الله و الورود و الفراشات يقاتلون معهم هاهنا في أرض الجنوب. أذن للزهور أن ترفع هاماتها و للفراشات أن تزغرد فوق نعوش الشهداء و العصافير هي الأخرى لم تطلب إذنا لترقص في أعراسهم بعدما عدلت مواسم هجرتها. النسور أفردت قريحتها و أنشدت قصائد العلياء لمن هم تحت التراب. المسيح كان يتلو إنجيله و محمد رتل القرآن في جنوبي ترتيلا...

كان الله يقاتل، لا مبالغة في هذا الأمر الذي قد يبدو غريبا على من لم يزر الجنوب أو من لم يعفر جبينه بتراب و طئته أقدام راجمة الكاتيوشا. فلتسمح لي يا موسى، إن كنت قد كلمت الله فأنا اليوم رأيته و شممت عبقه مع أنه ليس ملموساً بالمادة. نعم، رأيته عندما مررت على قبور الشهداء، رأيته عندما رأيت الميركافا المدمرة، رأيته في عيون مقاتل لم ينل شرف الشهادة كما قال، غير أنه كما رأيته نال هالة نورانية نسجها الله في سهرة من عيون الملائكة و أرواح الأنبياء. شممت عبقه في شقائق النعمان التي اشتدت حمرتها في هذا الربيع، على غير عادتها شربت ماء من نوع آخر، ارتوت من معادن الرجال الرجال، و اغتذت على فيتامينات تم استحضارها من الجنة على وجه السرعة في تموز.

في كل المعارك لا تبقي الصواريخ أثرا لها بعد المعركة، إلا في الجنوب.. لا لشيئ سوى أن الله كان يلقن الراجمات و يشغلها بعدما كانت الملائكة تحدد الإحداثيات في حيفا و تجهز لقصف تل أبيب. كانت الصواعق و الصواريخ تنزل من السماء، لم تقطع رادارتهم و أجهزة الرصد ليحدد الأغبياء مكانها. و على الثغور كانت تعبأ مخازن البنادق بالأدعية و الصلوات و تضغط الصرخة ألله أكبر على الزناد الذي أكد أن كلاشنكوف إلهي سيغير أجندة الكون. لم يكن ضباط المحاور درسوا في الكليات العسكرية لكاليفورنيا أو تخرجوا من دورات عسكرية في موسكو و لندن، بل هم كانوا من خريخي معهد عسكري أستاذه رجل عظيم هزالعالم كما قال قائد الثورة الفييتنامية لمقاتليه، هو الحسين مدير معهد كربلاء لعلوم الإنتصارات لمن جهله، لم يحتاجوا إلى طائرات أو دبابات أو ناقلات جند، فقط عبوة و صاروخ صغير و نفوس أبية و حبيبة من الجنوب يكتبون القصائد لها كل ليلة كفيلة بتحقيق النصر.

عيتا وفت شرطها مع أنصارية و باهتها بما فعلت، الجنوب علم لبنان أن القوة في القوة و ليست في الدموع الكذابة، و القدس بكت و غارت من بيروت أن استطاعت تكريم شهداءها. لمن أراد أن يحررها،
هاكم درسا... فتعلموه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لمن اراد الانتصار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
•●!{مفردات حسن إبراهيم رمضان }!●•  :: الفئة الأولى :: منتدى الحوار والنقاش-
انتقل الى: