فُرشاتي
***
ورميتُ فُرشاتي
لم أعدْ ماسحاً للجوخِ
ولم تَعُدْ صُوَرُكم مصابيحاً في طرقاتي
فأنتم لستمْ أنبياءْ
وأنتمْ لستمْ أولياءْ
ولستمْ تكبيرةَ الإحرامِ في صلواتي
رضيتُ بكم رُعاةً
قبِلْتُ أنْ أكونَ رأساً في قطيعْ
فما نأى الذئبُ عنّي
وما زالَ الخوفُ منّي
وما جاءني منكم ربيعْ
مزّقتُمْ هويّتي فتعدّدَتْ هويّاتي
فجّرتُمْ دولتي فتكاثرَتْ دُويلاتي
شوّهتُمْ ديانتي فتناحرَتْ دياناتي
تافهاً كُنْتُ
ماسِحاً للجوخِ كُنْتُ
وكنتُ كما شئتمْ غبيّاً
لكنّي اهتدَيْتْ
تُبْتُ فرمَيْتْ
وعُدْتُ كي أُلَمْلِمَ جُزيئاتي
ولأنَّ صلواتي السابقةَ لم تكُنْ مقبولةً جدَّدْتُ صلواتي
مسحتُ الغُبارَ عن الْكِتَابِ الذي قرأناهُ معاً
أيقظتُ كتاباتي
عُدْتُ لأُقدّمَ لرفاقي إعتذاراتي
فأنا أخطأتُ يَوْمَ فوّضتُكم أمري يا قياداتي
وأخطأتُ يَوْمَ لم أعترضْ على دفنِ شعاراتي
أخطأتُ في حساباتي
لكنّي اهتدَيْتُ
تُبْتُ فرمَيتُ الولاءَ الكفيفَ وفُرشاتي
تُبْتُ فعُدْتُ صرخةَ المحرومينْ
وعُدْتُ أمَلَ المُعذّبينْ
وعُدْتُ حُرّاً في صمتي وفي كلماتي
لا ما دعاني الكتابُ لأستبدلَ الزعماءَ بزعماءْ
ولا لأستبدلَ حذاءً كان فوق رأسي بحذاءْ
وما دعاني لأُتاجرَ بدماء الشهداءْ
ولا لأجعلَ وطني بقرةً استغلُّ لبنها لأجني ثروةً عمياءْ
إنَّ كتابي مُقدّسٌ
كاتبُهُ مُقدّسٌ
ولذا أعلنتها ثورةً عليكم وعلى ذاتي
طهّرْتُ نفسي من الرِّجْسِ ومن فُرشاتي
أعلنتُ على الثورةِ التي انحرفَتْ ثوراتي
وقد يكونُ الحسابُ عسيراً ؟
لكنّي راجعْتُ حساباتي
هي ثورةُ قلمٍ حُرٍّ ولو خسرتُ حياتي
****
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان