عُمْرُ الأحزانْ
***
قدَرٌ قضا أنْ تعيشَ يتيمة
طفلةً كانتْ
عاشتْ بلا أبٍ معَ أمٍّ عظيمة
رحلَ الصّدرُ الحنونْ
بكتْها العيونْ
وصارتْ سنونُ العُمْرِ يا عُمْري أليمة
رأتْهُ فظنَّتْ أنّهُ عادْ
فرحتْ بهِ كما الأولادْ
يُشبهُ الوالدَ ويُشبهُ الأسيادْ
أحبّتْهُ
عشقتْهُ
سلّمتْهُ براءةَ طفلةٍ حميمة
قسا عليها
كبّلَ يديها
وعاملَها كَأَنَّها ارتكبَتْ للتوّ جريمة
ها هي الآنَ يا عُمْري وحيدة
تموتُ كُلَّ يومٍ من الأسى
كُلَّ يومٍ هِيَ امراةٌ شهيدة
أحلامها تكسّرَتْ
أيامها تهشّمَتْ
هي تبحثُ في سرّها عن حقٍّ وقيمة
يا سيدتي
أنا ما كتبتُ قصّةَ امراةٍ مجهولة
كتبتُكِ وأعطيتُكِ دَوْرَ البطولة
أنتِ ضحيّةُ ذكورةٍ شوّهتِ الرّجولة
لا تيأسي
أنا رَسُولُ الغرامْ
وأنا قاهرُ الظلامْ
فعليكِ منّي السلامْ
وعليكِ منّي الأمانُ يا سيدتي الكريمة
لا ليس فيكِ عيبٌ
أنتِ امراةٌ سليمة
أنتِ إنسانَةٌ حُرّةٌ
وأنتِ لستِ بهيمة
وأنتِ لستِ بلا أبٍ
وأنتِ لستِ يتيمة
أنا أبوكِ يا سيدتي
وسأُحيي في العُمْرِ رميمَهْ
لا لن يذلَّكِ أحدٌ
ولن تطالَكِ من بعدي شتيمة
وأنا الحبيبُ المُرتجى
وأنتِ لي في العُمْرِ غنيمة
أنتِ روحي يا فتاتي
أنتِ نورٌ في حياتي
سوف أفديكِ بعُمْري
فاطمئنّي يا عظيمة
****
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان