ما قلتُ لا ؟
****
أراكِ تعزُفينْ
إمرأةً مُشتعِلةً يفضحُ سرَّها اللحنُ الحزينْ
تتنقَّلُ الأناملُ واثقةً فوق أزرار الآلةِ الصَّمّاءْ
يُدوّي اللحنُ كقُنبُلةٍ دون شظايا
يستدعيني
يُبلّغني سلامكِ
يُردِّدُ :
يا انتَ
خُذْ بيدي
لن أقولَ لا
فأنا ما قلتُ لا إلاّ في تشهُّدي
أراكِ وأنتِ ترسُمينْ
إمرأةً عطشانةً يفضحُ سِرَّها اللونُ المجنونْ
ريشتُكِ في متاهةٍ
يعلو صُراخُكِ :
يا أنتَ
خُذْ بيدي
وحدكَ سيدي
لن أقولَ لا
فأنا ما قلتُ لا إلاّ في تشهُّدي
أراكِ وأنتِ تكتُبينْ
إمرأةً جائعةً يفضحُ سرّها الحرفُ الوردي
يئنُّ القلمُ من حجم المُهمّةِ
أراكِ وأنتِ تجلسينْ
إمرأةً عاشِقةً يفضحُ سرَّها الحاسوبْ
أمامها صفحتي
أمامها صورتي
أمامها قصيدتي
ثمّ تزفُرُ زفرةَ المُشتاقِ لرؤيتي
تُناديني عيونُكِ :
يا أنتَ
خُذْ بيدي
لن أقولَ لا
فأنا ما قلتُ لا إلاّ في تشهُّدي
أراكِ وأنتِ تفكّرينْ
إمرأةً وحيدةً يفضحُ سرَّها ذلك الأنينْ
لستِ كما قالوا مُسترجِلة
أنتِ كُلُّ الحنانِ في المؤنثِ ومؤصّلة
جسدُكِ ليس للبيعْ
تستفزُّكِ نظراتُهمُ الجائعة والمُستعجِلة
يقولُ زفيرُكِ :
يا أنتَ
وحدكَ غدِي
خُذْ بيدي
لن أقولَ لا
فأنا ما قلتُ لا إلاّ في تشهُّدي
هاتي يدَكِ
إنّي أبحْتُ لكِ المِحْرابَ فتعبَّدي
*****
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان