عفواً
***
عفواً يا زُملاءْ
يا أيُّها الشُّعراءْ
البلاغةُ لن تأتي بماءْ
والخيالُ لن يُعالجَ داءْ
أبياتُكمْ صفراءْ
وحروفُكمْ عمياءْ
اللَّحنُ لحنٌ واحدٌ
ولا تنوُّعَ في الأداءْ
بالأمسِ قلتُ عنكُمُ
بأنَّكمْ كالأنبياءْ
واليومَ قلتُ عَنكُمُ
خلْقٌ يُقيمُ في الفضاءْ
فالارضُ تبحثُ عنكُمُ
ومنكُمُ تشكو السَّماءْ
أينَ الجديدَ بشِعركمْ ؟
من شِعركمْ ملَّ المساءْ
إنَّ الجديدَ بشَعركمْ
والشِّعرُ والشَّعرُ سواءْ ؟
فالشِّعرُ أصبحَ تافِهاً
للَّهوِ صارَ كالغِناءْ
تهوى النُّفوسُ طبيبَها
والجُرْحُ يستجدي الدَّواءْ
والشِّعرُ مصباحُ الْهُدَى
من نورهِ يأتي الشِّفاءْ
والشِّعرُ فلسفةُ الصَّدى
والشِّعرُ مدرسةُ الفِداءْ
والشِّعرُ مرسالُ الهوى
والشِّعرُ للرُّوحِ كِساءْ
والشِّعرُ ثورةُ جائعٍ
والشِّعرُ دينُ الشُّرفاءْ
والشِّعرُ قاضٍ عادِلٌ
والشِّعرُ حُصْنُ الأبرياءْ
هُوَ صورةٌ عن واقِعٍ
لا عن خيالٍ في فضاءْ
والشِّعرُ إبنُ مؤنثٍ
لا شِعْرَ من دونِ النِّساءْ
إنَّ التميُّزَ واجبٌ
لا تلبسوا نفْسَ الرِّداءْ
حقٌّ لكم حُبُّ الأنا
فاهْدوا الأنا لِلنَّاسِ دون الكبرياءْ
وتحرَّروا من إرثكمْ
وَمِنَ البقاءِ في وراءْ
وإلى الأمامِ تقدَّموا
في الصيفِ كونوا كالشِّتاءْ
قُرَّاؤكمْ سنَدٌ لَكُمْ
فلْتكتبوا الشِّعرَ المُضاءْ
******
شاعر الأمَلْ حسن رمضانْ - لبنان