عيب...عيبْ...عيبْ؟

عيب...عيب...عيب
يومَ اقتحمَ السّافلُ بيوتكمْ
يومَ دخلَ الحقيرُ الى غرفِ نسائكمْ
كنتمْ نائمينْ
والأصحُّ تظاهرتمْ بأنّكم نائمونْ
ووضعتمُ القُطنَ في آذانكم كي لا تسمعونْ
فئةٌ قليلةٌ من بلدكمْ آمنتْ بأنّ شرفَ الأمّةِ أرضُها وعِرضُها
أحضرتْ أسلحتها: عِصِيٌّ من دفاترِ الأجدادِ وحجارة
وبنادقَ اشترتها بالسِّرِّ
كنتمْ نائمين يا أصحابَ الوجوهِ المستعارة
وُلِدَتْ مقاومةٌ على عجلٍ حفظتْ عِرضَها بيدها...أنتمْ تخاذلتمْ
تصدّتْ للمعتدي وردّتْهُ خائباً...أنتمْ تخاذلتمْ
يا أصحابَ الوجوهِ المُستعارة
فرّ المُعتدي مُرتعباً وأنتمْ كما أنتمْ نِلتُمْ وسامَ العمالةِ عن جدارة
ويلكم ؟ ماذا تفعلون ؟
أتبغونَ تأديبَ المقاومةِ التي حفِظتْ أرضكمْ ؟ عِرضَكمْ ؟
ألأنّها خرجتْ عن طاعتكمْ ؟
ألأنّها مرّغتْ أنوفَ المُعتدينَ بالوحلِ ؟
ألأنّها فضحتْ سِرّكمْ ؟
أنتمْ بعتمْ تاريخَ أمّتكمْ بدولارْ
أنتمْ خِنتمْ دفاترَ أجدادكمْ لقاءَ دولارْ
أنتمْ كما أنتمْ عملاءَ بدولارْ
ويلكم ؟
كيف تصافحونَ يدَ مَنْ أرادَ اغتصابَ نسائكمْ ؟
كيف تُدافعونَ عن مُرسلِ المُغتصِبِ الى أسرّةِ بناتكمْ ؟
كيف تتكلّمونَ مع مَنْ دنّسَ القدسَ الشريفَ وقِبلتَكمْ ؟
مزّقتمُ الذّاكرةَ وروّجتمْ لقاتلكمْ كالأغبياءْ
كأنكم ما رأيتمِ الشوارعَ قد تلوّنتْ بالدماءْ
ماذا أنتمْ ؟
تقهقرَ العدوُّ واعترفَ بالهزيمةِ الكبرى
مزّقَ كلَّ خرائطهِ...كُلَّ خِططِهِ
شهدَ لنا بالبطولةِ والرّجولةِ والإنتصارْ
إلاّ أنتمْ ؟
أتُريدونَ التعويضَ عليه ؟
تُريدونَ سلبنا بنادقنا...عِصيّنا...حجارتنا ؟
ما أبشعكمْ وأنتمْ تُقبّلونَ يديهِ ورجلَيْهْ
ما أقبحكمْ وأنتمْ تلعبونَ لعبةَ الفتنةِ لأجلِ عينيهْ
عيبٌ...عيبٌ...عيبٌ عليكمْ
عارٌ...عارٌ...عارٌ عليكمْ
قامرتمْ بنسائكم...ببناتكمْ...بأخواتكمْ...
ووضعتمْ على الطاولةِ كُلَّ أرضكمْ وشرفكم وكرامتكم وتاريخكم
عيبٌ...عيبٌ...عيبٌ عليكم
عارٌ...عارٌ...عارٌ عليكمْ
أهكذا يُكافأ مَنْ حفظ ماءَ وجوهكمْ ؟
أهكذا يُكافأ مَنْ أعاد المجدَ إليكمْ ؟
أهكذا يُكافأ مَنْ هدّمَ الهيكلَ على رؤوسِ عدوّكمْ ؟
عفواً
لا ماءَ على وجوهكم كي يُحفظَ أصلاً
لا عدوَّ لكم كي تفرحونَ لهزيمتهِ أصلاً
لا مجدَ لكم في الماضي والحاضرِ كي يُعادَ إليكمْ أصلاً
عيبٌ...عيبٌ...عيبٌ عليكمْ
عارٌ...عارٌ...عارٌ عليكمْ
حتى كلمة( مقاومة) تستفزّكمْ؟ عيبٌ عليكمْ
هكذا انتمْ؟ بعتمْ كلَّ شيئٍ بدولارْ
ولعبتمْ لعبةَ النّارْ
فمَنْ يُهادنكمْ ويأمنَ لكم بالتأكيدِ حمــــــارْ
أنتمْ كما أنتمْ؟ بعتمْ أنفسكم بدولارْ
مُباركٌ عليكم لباسُ العارْ
مباركٌ عليكم غباؤكمْ والتتارْ
أنتم كما أنتمْ؟ لا تقرؤنَ السوالفَ والأخبارْ
مَنْ يهزمَ الكبارْ...لا يكترثُ لأمثالكم من الصّغارْ
إرحلوا عنّا
الهويةُ التي بحوزتكم مُزوّرةٌ
أولادكم ليسوا لكم؟ سلوا نساءكمْ ؟
مكانكم ليسَ هنا
هنا مكانُ الشرفاءْ
هنا مكانُ الأتقياءْ
هنا مكانُ الشهداءْ
هنا مكانُ الأنبياءْ
هنا مكانُ الأذكياءْ
هنا مكانُ الذينَ لأجلِ الأرضِ والعِرضِ قد احترفوا الفداءْ
مكانكم ليس هنا
مكانكم عند حاخاماتكم أيها الخائنونْ...هنا أنتمُ الغرباءْ
غادروا قبلَ الشنقِ المحتومْ
صدرَ الحُكمُ المُبرمُ: يُعدمُ كلُّ مَنْ خانَ أرضَهُ ومَنْ باعَ عِرضَهُ
عيبٌ...عيبٌ...عيبٌ عليكمْ
عارٌ...عارٌ...عارٌ عليكمْ
ولعنة الله على أسيادكم وعليكمْ

الشاعر حسن رمضان