الحاضرُ ميّتٌ
***
لأنّ الحاضرَ ميّتٌ
فالواجبُ دفنُ الأموات
نفتحُ بابَ الذّكرى
ونعيدُ الماضي إلى الحياة
لعلّ فيه فرحاً
وفيه مفاتيحاً لأفراحٍ تُغطّي القادمات
الحبُّ كان نقيّاً
وكان الحبيبُ نبيّاً
وكان الخشوعُ رداءَ الصلوات
تلوّثَ الحبُّ في حاضرنا
وتلوّثَ الحُلُمُ في خاطرنا
وأصبح الحبُّ سلعةً
يُباعُ في الساحات
لم تعُدْ قيمتهُ بمقياس الشعور
ولم يعُدْ ما تُغنّيهِ الطيور
ولا ما تتباهى به الزهور
حاضره عملةٌ خضراء
حاضره صحراء
وحاضره عُريٌ وجنسٌ وحانات
ماتَ الحبُّ
والناسُ دمى
أصابهمُ العمى
فقلوبهم لا تخفق لغير النقود
وعيونهم لا ترى غير الجمود
حاضرنا ميّتٌ
و الواجبُ دفْنُ الأموات
سيدتي
أنا لا أنتمي لآل الفقيد
أنا أمير الماضي والآتي الجديد
وأنا العنيد
قلبي لو خفقَ صدَقْ
قلبي أمير الأمنيات
لن تُلوّثه جرثومة العولمة
ولن تُلبسه غير الصدق السنوات
***
حسن رمضان لبنان