مُتُّ فوُلدتُ
***
أنا الذي كانْ
ماتَ الآنْ
دفنتُ ذكرياتي
ومزّقتُ كتابَ حياتي
وحكمتُ عليَّ بالنسيانْ
تحرّرتْ من الملاعينْ
من ساسةٍ صادروا منّي السنينْ
قرأتُ الفاتحةَ على عمري
وقرأتها لأباركَ عمري الجديد
الآنَ وُلدَ الإنسانْ
ذهبَ الحمارُ والتيسُ ذهبْ
ذهبَ العجبْ
ولم أعُدْ أمارسُ النُّباحْ
إكتفيتُ من الجراحْ
كنتُ حماراً يحملُ أثقالاً
وتيساً لا أفقهُ شيئاً
أنا الآنَ أعرف الألوانْ
لم تعد الألوانُ أعلاماً حزبيّة
الأحمرُ لونُ دمي وحديقتي الورديّة
الأصفرُ لونُ حنطتي الذهبية
الأخضرُ لون التجدد وأحلامي النرجسية
أمّا الاسودَ فهو مُحرّضي على السير تجاه الضوء
كان ألميّتُ سجيناً في زريبة الزعيمْ
وأنا الآنَ خارج القضبانْ
كفرتُ بالسّجنِ والسّجّانْ
وكفرتُ بالحاشيةِ وبالغُلمانْ
أنا الذي كانْ
ماتَ الآنْ
وأنا الجديدُ العائدُ إلى ساحة الإنسانْ
لم يعُد الدّينُ لعِقاً على لساني
ولم أعُدْ خروفاً في حضرة الوُعّاظْ
إهتديتُ إلى ربّي
وأعدْتُ لعقلي مفاتيحَ الإبداعْ
أعرفُ طريقَ الجنّةِ
كنتُ مُضلّلاً لكنّي اهتديتْ
الآنَ وُلدتُ فعرفتُ حقيقةَ الإيمانْ
أمنتُ بالحبِّ النقيّ
لا ليس الحبُّ سريراً للمضاجعة
كلّ شيءٍ الآنَ يحتاجُ المراجعة
الحبُّ حنانٌ وحنينْ
ورْدٌ وياسمينْ
صِدْقٌ ووفاءٌ وعطرُ سنينْ
لا يكترث للحواجزِ
ولا تصدّهُ القوانينْ
لن تنتهي صلاحيتهُ
هو زينة العمر الثمينْ
أنا الذي كان
ماتَ الآن
وأنا الآنَ رسولُ الأمل وبوصلةُ العاشقينْ
***
حسن رمضان لبنان