لبنان
***
أراني جثةً مرميّةً على رصيف الإنتظار
وأرى النار
حرائقٌ تلتهمُ الجبالَ والسهول
تصادرُ العقول
دمارٌ دمار
ويفصلُ بيني وبين أهلي مليون جدار
آمنتُ بوطني
شعبٌ واحدٌ
تاريخٌ واحدٌ
وأرضٌ طاهرة المولدِ
وليلٌ يعزفُ الخبّ ويراقصُ الأقمار
آمنتُ بالبحر الأبيض وبالنهار
قتلوني يوم باعوا شرفَ الأرزة وباعوا العلَم
عبدوا الصّنَم
واستبدلوا كرامتي بالعار
اغتالوني يوم صار الدينُ لعِقاً على ألسنتهم
يُحيطونهُ ما درّتْ منافعهم
ذبحوني كأني لست ُمنهم
كفّروني لأني لستُ منهم
فأنا ما عدتُ منهم حين قرار
قرّرتُ أن أقاومَ عدوَّ الوطن
قرّرتُ التصدّي للفتن
أباحوا دمي
فجريمتي يا سادتي عشقُ البلاد
وجريمتي يا سادتي رفضُ الحياد
إسرائيلَ ليست جارتي
أمريكا ليست امارتي
وأمّتي ليست كوفيّةً وعقال
ورفاقي ليسوا أشباه الرجال
جريمتي هي أني ما تعلّمتُ الرقصَ في نوادي الليل
وما تعلّمتُ اللهوَ في شوارع بيروت
وما أدمنتُ على السِّكر وعلى المُخدّرِ
وجريمتي أفشلتُ الفتنةَ بالصبر الطويل
تبرّأتُ من كلّ عميل
من أقلامٍ تُروّجُ للجلّاد
من شاشاتٍ تُمجّدُ للفساد
ها أنا غريبٌ في بلدي
خائفٌ على ولدي
مُرغمٌ على كيّ الجرح بالنار
لن أرحلَ ولن أغادر
لن أسمحَ أن تتحوّل بيروت إلى مقابر
لن أكون جثةً مرميّةً على الرصيف
سأتصدّى بالقلم وبغير القلم
لن أنكّسَ العلم
ولن يكون لبنان إلا عربيّاً
شرفي لن يُباع
كرامتي لن تُباع
ولن تُباعَ أرضي يا أيها الضّباع
نحن أسود الزمان
نحن أسياد المكان
نحن شعبٌ يُقدّسُ لبنان
***
الشاعر حسن رمضان لبنان