صاحبُ المحطّة
***
يمشي كأنّهُ السلطان
يُعاينُ الطابورَ بإتقان
عاقِدَ الحاجبَين
سيّءَ الأصغرَين
ونحن في الطابور بلا لسان
هذا يتنهّدُ
وهذا يتجمّدُ
وزفيري بلغَ حدَّ الإدمان
بالأمس كانَ غيرَ الآن
لكنّهُ الآنَ السلطان
أتحمَّلُ صُراخَهُ
أسكتُ على إهاناتِهِ
فأنا أخافُ أن يحرمني من الوقود
وفي داخلي يشتعلُ البارود
أصمتُ ولو تخطّى الحدود ؟
فلن أصِلَ إلى عملي وسيارتي عطشى
أبلعُ الذُّلَ مُكرهاً
فأنا نسخةٌ عن المواطنِ في لبنان
الطابورُ خُبزُنا
والبلدُ بلدُ الطوابير
أمام المحطّةِ طابورٌ
أمام الفُرنِ طابورٌ
أمام الدواءِ طابورٌ
وأمام المصرفِ طابورٌ
وفي كلِّ مركزٍ تربّعَ سلطان
هذا هو لبنان
هو العقاب
هو الشيطان
فنحن قاومنا
قدّمنا الشهداءَ بغير حساب
سلاحُنا ما شاب
والموتُ طاب
لا رجوع
يا مرحباً بالجوع
لا دموع
نتابعُ بلا كلل
ويبقى الأمل
وسينتهي عهدُ الفساد
ستموتُ الأحزان
وسيولدُ لبنان
سيولدُ لبنان
سيولدُ لبنان
***
حسن رمضان
23.07.2021