قراءة كفّ
***
هاتي راحةَ يدِكِ
أقرأُ حاضرَكِ
وبعضاً من غدِكِ
فأنا ماهرٌ في القراءةِ
وساحرٌ حدَّ الدهشةِ
وطبيبُ النفوسِ أنا
أزرعُ على جبينكِ أملاً
ووردةً على خدِّكِ
لستِ التي تراها العيون
يظنّونَ أنّكِ امرأةٌ عاديةٌ
ودجاجةٌ مُسالمةٌ
تلتزمُ بالقانون
وتأتمرُ بأمر سيّدها
لا تفرّق بين فضاءٍ وسُجون
هم أسرى عيونهم
فاعذريهم فيما يظنّون
تقولُ خطوطُ الكفِّ أنّكِ أخرى
مميّزةٌ جداً
خارقةٌ جدّاً
تعشقينَ الحُرّيةَ جدّاً
وجدّاً تعشقينَ الجنون
تشعرينَ بالوحدةِ جدّاً
بالغُربةِ بينهم جدّاً
وجدّاً تستفزُّكِ تلكَ العيون
وتلكَ الألسنةَ العوجاء
أنتِ منهم
لكنَّكِ لستِ منهم
فهُم قطيعٌ
تعطّلت عقولهم
وتحجّرت قلوبهم
وهُم لا يعقِلون
وهُم يشتهون
لا يعشقون
وأنتِ تعشقينَ العزفَ الجميل
تعشقينَ الحدائقَ والنخيل
ليلُكِ للسَّهَرِ لا للنّوم
للسَّفَرِ اليوميّ إلى بساتين البنفسج
للأحلامِ النرجسيةِ
للحُبِّ والعناق
للأشواق
للتمرّدِ على القانون
تؤلمُكِ الصداقةُ المُقنَّعة
غدرٌ
خيانةٌ
متلوّنون
تؤلمُكِ مزاميرُ الحُبّ الأعرج
كذِبٌ
إدّعاءٌ
برودةٌ وافتقادٌ للقلب الحنون
أنتِ منهم
لكنَّكِ لستِ منهم
تبحثينَ عن فارس الأحلام
عن عِشقٍ لا ينام
عن جميل الكلام
عن أمانٍ وسلام
عن لقاءٍ مجنون
حولكِ وحوشٌ وافتراسٌ
ناسٌ يشبهونَ الناسَ
أنجاسٌ
وحولكِ تافهون
وأرى بين الخطوطِ أغنيةَ العاشقين
ووداعاً للزمن الحزين
وفجراً طالَ غيابهُ
وهدوءَ روحٍ وسُكون
تُبشّرُكِ خطوطُ الكَفِّ بأجمل الأخبار
بالنُّورِ والنار
نورٌ يُضيءُ الليلَ بالأقمار
شمسٌ يتباهى بها النهار
ونارٌ تؤججُ القلبَ بالخبر السّار
تفاءلي يا سيدتي
ستكونينَ في العِشقِ الأعلى
وهم بالتأكيد في العِشقِ دون
فسلامٌ عليكِ يا نورَ قلبي والعيون
***
حسن رمضان