الفقرُ والحُبّ
***
حبيبتي
شاخت بنا الأحزانُ
وجروحُ النفسِ فينا مُعمِّرة
الجوعُ وحشٌ
يقتلُ أيامَنا
أيامُنا ماتت وتسكنُ مَقبرة
فلا سبيلَ إلى اللقاءِ وقد
تحكَّمَ الفَقرُ بنا
وصادرَ حقاً لنا
ومنكِ أرجو المعذرة
للفَقرِ وُعَّاظٌ ومجَّدوا إسمَهُ
صلُّوا لهُ
والحُبُّ يفقِدُ مِنبرَه
ماذا أقولُ والغرامُ مُحرَّمٌ ؟
ماذا أقولُ والعقولُ مُخدَّرَة ؟
أعمارُنا ليست لنا في شرعِهم
كأنَّ شرعَهم ربٌّ
ومنهُ تأتي المغفرة
هم أجرموا وأجرموا في حقِّنا
بين الشعوبِ قد غدَونا مسخرة
وهم أرادوا أن نكونَ قطيعَهم
وطُلّابَ عِلمٍ في مجالسِ ثرثرة
أصلُ البلاءِ هُمُ يا حلوتي
أما الدواءَ فبالعقولِ النيِّرة
وكذا البلاءُ في قضاءٍ فاسدٍ
فلا عدالةَ في نظام السمسرة
فاللّهُ ربُّ الحُبِّ وأصلُ وُجودهِ
والحُبُّ حقٌّ
والقلوبُ مُقدَّرة
سيزولُ عنّا الفَقرُ حتماً
وسيأتي اللقاءُ باسِماً
لن نستُرَه
فرَجٌ سيأتي بعد صبر قلوبنا
هذا كلامُ نبيِّنا
ما أكبرَه
ما أكبرَه
***
حسن رمضان - لبنان