وطني إمرأة
***
عيناها تبكي على إخوتي
أغنياءٌ
لا يشبعون
فاسدون
لا يعرفون اللهَ
إلا بالكلام
وفي دُور العبادةِ لا تراهم
إلا في الأمام
وفقراءٌ
جائعون
صامتون
جامدون
لا يتحرَّكون
وفي دُور العبادةِ تراهم في الخلفِ
صُمٌّ
بُكمٌ
عُميٌ
لا يفقهون
تبكي على سمائها
مُلوَّثةٌ بالدخان
تُمطِرُ وحلاً
وماءًا أسوَدًا
وغضَبًا يُعمي العيون
وطني إمرأةٌ
تنوحُ على القانون
فالقُضاةُ يُرتشون
وعلى النهرِ
وعلى البحرِ
وعلى بساتين الليمون
إخوتي شعبٌ مشلولٌ
نائمٌ في أحضان خيبتهِ
والكُلُّ يُكفِّرُ الكُلَّ
تعمَّمَ الجنون
وطني إمرأةٌ تُغتصبُ
ليست قحباء
يُدنِّسُ شرفَها الغرباء
أبناؤها عملاء
ليتهم تتفكرون
لكنَّها تحتفظُ ببعضها
تعشقُ بعضَها
راضيةٌ عن جنوبها
ففيهِ مقاومةٌ
وفيهِ كرامةٌ
وعنفوان
وفيهِ نصرٌ على العدوان
وأملٌ لأجل لبنان
وطني إمرأةٌ
لا تشبه الأوطان
عليها السلامْ
والمجدُ رغمَ الحزن عائدٌ
فالفجرُ من رحِم الظلامْ
يا ليتهم يتفكرون ؟
***
حسن رمضان