الأيام
الأيامُ ترثُ الأيام
والميراثُ ظلام
فلا أسفاً على الميتِ
ولا أهلاً بيومٍ شوَّهَ الأحلام
ألقوا القبضَ عليها
فبتنا سجناء
وأسرى عُلِّقت فوق رؤوسهم أعلامُ الحرية
صدَّقنا الكذبةَ كالأغبياء
علَفونا حتى نسمنُ ليذبحونا
ولحمُنا المشويُّ على موائدهم
ونقتلُ بعضَنا لتُرفرف الأعلام
هكذا كُنّا في الأيام الميتة
وها نحنُ عكسَ ما كُنّا
أيقظنا عقولَنا من نومٍ طال
وشطبنا منها مفردةَ الغباء
أحضرنا الذكاء
وألقينا النورَ على الحقيقةِ
لا ليسوا أسيادَنا
لا ليسوا أربابَنا
تحرَّرنا وانتصرنا على الذات المستسلمة
إسترجعنا آدميّتَنا
فأبدعَ الفكرُ
وكذلك الأقلام
إسألوا الأيام
ما عادَ الميراثُ ظلاماً
ولا خناجرَ تُغرزُ في خاصرتنا
حوَّلنا الميراثَ نوراً
وعِشقاً للحياةِ وقاموسَ غرام
وصرخةً في وجه السلاطين
وبندقيةً لأجل فلسطين
ووصيَّةً تسخرُ بما قيلَ عنه سلام
أيامُنا أيامُ نصرٍ
وستبقى الأيامُ ترثُ الأيام
حسن رمضان