ولماذا أبكي؟
أبكي لأني إنسان
ودموعي تغسلُ عارَ صمتي
لقد رأيتُ كلَّ شيءٍ
طفلةً غطّاها الغُبار
تبكي وتنوح
تلطمُ على وجهها
تطلبُ النجدةَ بصوتٍ مبحوح
وتنسى الجروح
أنقذوا أبي
أنقذوا أمي
أنقذوا أخي وأختي
إرفعوا عنهم الركام
أين السلام ؟
قالت كلمتها وأسلمت الروح
ورأيتُ طفلاً بلا يدين
بلا رجلين
عيناه مفتوحتان
مات الجميع والدول تصفّق للقاتل
وتدعمه بالقنابل
والعربُ عصّبوا عيونهم كي لا يرون
وضعوا القُطنَ في آذانهم كي لا يسمعون
كيف لا أبكي؟
رأيتُ طوابيرَ النساءْ
ينتظرنَ الدورَ ليحصلنَ على الماء
ورأيتُ الشهداءْ
المشفى تهدّم
المسجد تهدّم
وتهدّمت الأحياءْ
ورأيتُ الجريحَ ينزفُ حتى مات
غابَ المُسعفون
والعربُ صامتون
جنونٌ جنون
كلُّ شيءٍ بلا حياة
الحجرُ مات
والشجرُ مات
والضميرُ مات
وما زلتُ أبكي
لكنّ بكائي الآنَ فرَحٌ
أمَلٌ
وبشائرُ نصرٍ آتٍ
يحتضرُ الوحشُ
ويأتي العيدُ مُبشّراً : الوحشُ مات
شهداؤنا قرابينٌ
ووعدُ الله نصرٌ
والنصرُ حتماً آت
حسن إبراهيم رمضان