لن يطالني الخريفْ

لن يطالني الخريفْْ



يُحاولونَ تعريةَ أغصاني

كي يستجلبوا الخريفَ إلى ألواني

يُراقبونني

يُريدونَ سلْخَ جِلدي وعنواني

يبدو للرّائي بأنهُمُ الأقوى

يخافُ المُحبّونَ عليَّ

أُطمئنُهم

قلمي جبّارٌ

والميدانُ ميداني

قصائدي تُعَرّيهمْ

لن يطالني الخريفْ

أيطالُ الخريفُ السنديانْ ؟

أيطالُ الخريفُ مُقاوِماً من لبنانْ ؟

يا ويلهم من سندياني

لن يسلخني الموتُ المُركّبُ كما تُسلخُ الأسماءْ

مِدادي مفاتيحُ الخلودْ

وبحوزتي كلمات السّرِّ للأشياءْ

قد يستطيعونَ جلْدي مرّةً

سأجلدُهم صُبْحاً وظهيرةً ومساءْ

يا سيدتي

أسلاكٌ تقتحمُ الألسنةَ عُنوةً

كثيرونَ يصمتونْ

يخافونْ

أموالٌ تقتحمُ الأقلامَ خِلسةً

كثيرونَ يُرتشونْ

يُتاجرونْ

وأنا عندي لسانٌ وقلَمْ

قلمي لا يبيعُ بضاعتَهُ

ولساني لا يكترثُ للألَمْ

معي سيفشلونْ

أنا حُرٌّ

رؤوسُ الأحرار ليستْ من فُخّارْ

لا تتكسّرُ

لا تُبالي لرصاصٍ

لا تُبالي لقصاصٍ

لا تُبالي لِنارْ

يا سيدتي الجميلة

ما أسعدَ العرزالَ

حين تقرئينَ كتابي

ما أسعدني

حينَ تفهمينَ جوابي

وصلتْكِ صورتي

قبل أن تنشرَها الجرائدْ

وصلتني صورتُكِ

قبل أنْ تتصفّحي القصائدْ

أنا وأنتِ

إلتقيْنا قبل اللقاءْ

حيّيْنا القمَرَ معاً وقتَ المساءْ

أزهرَ اللوزُ في غير موعدِهِ

كلُّ الفصولِ ربيعْ

الجوُّ بديعْ

يا شديدة الذّكاءْ

أقرأتِ ما بين الحروف العذراءْ ؟

بعضُ وقتٍ

يُقفِلُ الوقتُ ذاتَهُ

أدخلي قبلَ

واتركي كلَّ الليالي التي كانت بلا قنديلْ

أفرِغي مخزونَ ذاكرةٍ أخرسَ الضّوءَ الجميلْ

قِفي أمام المرآة

كتبتُ خِلسةً على جبينِكِ

أنا أحبّكِ

أهدَيْتُكِ نهراً جارياً فطهّريهْ

وخابيةً من نبيذٍ أحمرٍ فاشربيهْ

وحريرَ هواءٍ لُزومَ الرّداءِ فخيّطيهْ

يا سيدتي الجميلة

لا تجعلي النوافذَ مُغمضةَ العينينْ

سيصلُ الحمامُ الزّاجلُ بقصيدتي

عنوانُها مُجرّدُ حرفيْنْ

حاءٌ وباءٌ

وحُبٌّ كبيرٌ يجمعُ القلبَيْنْ

*************************

شاعر الأملْ