يا خير زائرةٍ

يا خير زائرةٍ



(1)

دخلتِ بابَ حديقتي

ألْقيْتِ السلامَ والسلامُ كالنسيمِ عليلُ

ظننتُ الدخولَ عبوراً ويمضي

ولم اكنْ أدري بأنّ المكوثَ طويلُ

تغيّر الحالُ من حالٍ تعيسٍ

إلى حالٍ بهِ أملٌ يجولُ

أقولُ الصدقَ إحساسي لذيذٌ

وذا قلبي المُتيّمُ يا روحي دليلُ

حملتْكِ خيوطُ العنكبوتِ حيثُ حرفي

تفاءلْتُ بالفردوسِ بعد موتي

فانا قرأتُ في الكتابِ آيَ ربّي

بأنَّ الذي تحميهِ الخيوطُ رسولُ

أنا باعثُ الأمل الكبير بأنفُسٍ

يئستْ من واقعٍ قد أصبحَتْ

فيه القلوبُ حجارةً

كأنّ كلَّ قلبٍ حجرٌ ثقيلُ

يا مرحباً

يا خير زائرةٍ

عليكِ الأمانُ فالغرامُ جميلُ

(2)

لا تسألي ماذا جرى؟

سحرٌ هوَ

أم حُلُمٌ في منامْ ؟

نورٌ هوَ خلفَ الظلامْ ؟

هي الأقدارُ يا سيدتي

صالحتْنا مع ذواتنا

أنهتْ بها حالَ الخِصامْ

وإسمُكِ يا حلوتي

كُتبَ ببابِ مدينتي

لكنّهُ

ولحكمةٍ

مخبّأٌ مُذْ ألفِ عامْ

(3)

الآنَ التقيْنا

لبّتِ الصُّدفةُ حاجتنا

فعرفْنا الآنَ غايتنا

كُنّا سعداءْ ؟

قبل اللقاء ؟

يُقالُ سُعداءْ ؟

ونجهلُ سرَّ تعاستنا

سعداءُ نحنُ لكنْ تعساءْ ؟

وحدها الصدفةُ عرفتْ حاجتنا

(4)

يا سيدتي

رغم مواقدِ النارْ

رغم السجادِ العجميّ والفروِ الثرثارْ

أنتِ حيثُ أنتِ فراشكِ باردٌ جداً

وأنا حيث أنا فراشي باردٌ جداً

فمواقدُ النارِ لا تغيّرُ الأقدارْ

تشهدُ الأعمارْ

لا تأتي إلاّ بالحريقِ النّارْ

والدّفءُ المنشودْ

مختبئٌ في قلبينِ بينهما انصهارْ

أتُراكِ ؟

هل أحسستِ الآنَ بالدفءْ ؟

إنتهى عرضُ مسرحية السرير الباردِ

أسدلي الستارْ

أنا خلْفَ الكواليس منتظرٌ

إني أميرُ الإنتظارْ

سنرحلُ معاً الى عالمنا

على طريقتنا

وليُطفئوا النارْ

ولْيُطلقوا النارْ

حبّنا كفيلٌ يا سيدتي بتلافي الأخطارْ

(5)

سيدتي

كما شاءتِ الأقدارُ لنا اللقاءْ

شاءتْ لنا مع اللقاءِ الشقاءْ

وللشقاءِ دواءْ

دواؤهُ التضحية

دواؤهُ بِدَعُ الذّكاءْ

ولكي يُعمِّرَ حبَّنا

لا بُدَّ من حُسْنِ الأداءْ

إنّ التحلّي بحِكمةٍ

ضمانةٌ تحمي البقاءْ

أما الجنونُ فإنهُ

مُدمّرٌ يُلغي اللقاءْ

إنّي أريدُ هناءنا

وأريدُ محْوَ شقائنا

وأريدُ حُبَّ السعداءْ

لا بل أريدُ الإرتقاءْ

إنْ كنتِ يا سيدتي

أهلاً لتلكَ الألفِ باءْ ؟

أعلنتُكِ حبيبتي

وتأكّدي يا حلوتي

حبّي كحُبِّ الأنبياءْ

*************************

شاعر الأمل