غداً نهارْ
*****
قد يتخفّى المستبدُّ بصورة شمسٍ
يحتلُّ النهارْ
وتمرّ الحيلةُ
تبتهجُ القلوبُ المسكينة للضّوءْ
وتعجزُ عن التحديقِ بهِ الأبصارْ
يحلُّ اليباسُ في غير موعدهِ
يسودُ الظلمُ حقولَ الحنطةِ
قد يُحملُ بعضنا الى المقبرة باكراً
هذا قتلاً
هذا جوعاً
هذا يموت في غرف التحقيقْ
هذا غرقاً
هذا قالوا من حريقْ
قد يُمنعُ القلمُ عن الكتابةِ الطاهرةِ
قد تُقمعُ كلُّ مظاهرة
ممنوعٌ أن نحبَّ بعضنا
ممنوعٌ أن نتوحّدَ مع حالنا
ممنوعٌ أن نكفرَ بجوعنا
ممنوعٌ أن نؤدّي الزكاةَ فُرادى
ممنوعٌ أن نشتُمَ الجواسيسْ
يتحكّمُ بنا رجلٌ خسيسْ
يدسُّ السُّمَّ في أمصالِ مرضانا
يشربُ الخمرَ في ميدان قتلانا
شمسٌ تكشفنا أمامَ عدوّ أقصانا
شمسٌ تحرقُ جلودَنا لو رفعْنا أذانا
قد يتخفّى المُستبدُّ بصورةِ شمسٍ
يحتلُّ النهارْ
يحتلُّ البحارْ
يوجّهُ كلابَهُ كي تعضّنا
لا يهتمُّ بأسرانا
لكنّ الغيابَ حتميٌّ
سينتبهُ الناسُ
الى أنّ الشمسَ تلكَ مزيّفةٌ
سيفرُّ المُستبدُّ حتماً
تشرقُ شمسُ الحقِّ حتماً
يعود العطرُ الى الأزهارْ
ويطلُّ على الناسِ بالتأكيدِ نهارْ
لم يعدْ غسلُ الأدمغةِ ذا فعاليةٍ
إستفاقتْ عقولُنا
إنتفضتْ سهولُنا
قامت السنابلُ
والشمسُ المزيّفةُ تغنّي مُكرهةً أغنية الوداعْ
ويُغنّي أطفالُنا
أغاني الثوّارْ
كوكبُ الشرقِ تعودُ لتُسمعنا
أغاني الإنتصارْ
فيروزَ تعود عن اعتكافها
تغني سيدة المدائنِ
والعندليبُ يوزّعُ في وجداننا
أغنية النارْ
سيفرّ ذلك القرصُ المُزوّرُ
وتشرق الشمسُ الحقيقيةُ
ويكون نهارْ
****************************
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان
