يائسون ؟؟؟

يائسون؟؟؟
********
راودكم ذات يومٍ شعارُ التغييرْ
فحلِمتُمْ وحملتُمْ الأملَ على أكتافكم
لكنكم تعبتُمْ باكِراً ؟
ما هكذا الظّنُّ ؟
وما هكذا يكونُ صدى الضّميرْ
أيها اليائسونْ
لو كان كلُّ شيءٍ بخيرٍ ؟
ما رفعتُمْ وإنْ بالسّرِّ شعارَ التغييرْ
مشكلتُكُمْ في ذواتِكمْ
المروجُ أمامكمْ
لماذا تبذرونَ الحنطةَ بين الصخورْ ؟
أحسِنوا اختيارَ الترابْ
لكلّ ترابٍ ما يُناسبُهُ
وليسَ كلُّ أرضٍ لكلِّ البذورْ
هنا للقمحِ
هنا للبَلَحِ
هنا للّيمونْ
هنا لحقول الزيتونْ
وهنا لحدائقِ الوردِ والزهورْ
أيها اليائسونْ
يطلبُ التغييرُ صبراً وجِهادا
ويطلبُ الجهادُ قادةً ورُوّادا
ومنَ البديهي أن يُنتِجَ الرُّوّادُ رُوّادا
تتوسّعُ الدائرةُ
وترونَ كما تأملونَ البلادَ بلادا
بحجارةٍ قد تُرشقونْ
بجنونٍ قد توصفونْ
بعارٍ قد تُقذفونْ
قد تُسجنونْ
لا توقِفوا الزَّرْعَ
ولْيَكُنْ يا سيداتي وسادتي ما سيكونْ
متى كان الأنبياءُ يُحبطونْ ؟
متى كان الشعراءُ يسكتونْ ؟
متى كان الشهداءُ يموتونْ ؟
الترابُ المناسبُ لزرْعِكمْ ليس ترابَ الأغبياءْ
الزَّرْعُ المناسبُ لترابكمْ ليس زرْعَ ما يُشاءْ
أمَا تروْنَ الوحولَ قد غطّتْ عقولَ العُقلاءْ ؟
المهمّةُ صعبةٌ جدّاً
وقد تقضونَ العُمْرَ يا سيداتي وسادتي إبتداءْ
لكنّ الأملَ حيٌّ لا يموتْ
والتغييرُ حتماً آتٍ ذاتَ نهارٍ أو مساءْ
كونوا صرخةَ الحُلُمِ الواثبِ
كونوا مفاتيحَ الرّجاءْ
لا تكونوا يائسينَ مُنضمّينَ لعالَمِ الأشلاءْ
سينسحبُ الغيمُ الأسودُ عن وجه القمرْ
ستعودُ الشمسُ يا سيداتي وسادتي الى الغِناءْ
ستمتلئُ الدنيا بمواويلِ الناسِ الأحياءْ
ليس الغدُ لأمواتٍ يدبّونَ على الأرضِ جبناءْ
ولا هو لقطعانٍ بشريّةٌ تفرحُ قبل ذبحها بماءْ
غداً
يُشرقُ الإيمانُ بلا ثيابٍ ملوّثةٍ بالدّماءْ
غداً
تُزهرُ الأرضُ برجالٍ تسعى إليهم ألقابُ الزّعماءْ
غداً
لا وجودَ للمُتسوّلينَ على الأرصفة
لا وجودَ للميّتينَ من حاجةٍ للأرغِفة
غداً
تُزغردُ قبّةُ الصّخرةِ النبويّة
يُعادُ الإعتبارُ للطهارةِ المريميّة
سيرحلُ أصحابُ الجدائلِ عن حائطِ البُراقْ
سيقومُ سُليمانَ من غفوتِهِ
سيرتفعُ أذانُ الفجرِ
لماذا أنتم يائسونْ ؟
إنّي أعرفُ يا سيداتي وسادتي ما تعرفونْ
يُزعجكم رجالٌ يسكتونَ عن بغاءِ نسائهم بعِنادْ
يُزعجكم نساءٌ يبِعْنَ قلوبهُنَّ في سوق المزادْ
يُزعجكم تعاطي المُخدّراتِ من قِبَلِ الأولادْ
يُزعجكم أدباءٌ وشعراءٌ يبيعونَ الحِبرَ للأسيادْ
وأكثر ما يُزعجكم مساجينٌ يُهلّلونَ للجلاّدْ
إني أعرفُ ما تعرفونْ
إني مُنزعِجٌ ممّا أنتم منهُ مُنزعجونْ
لكنّي اعرفُ بأنّ الميّتينَ همُ اليائسونْ
تجدّدوا
رمّموا مركبَ الأملِ المثقوبِ في دواخِلكم
إنطلقوا
وغداً ستفرحونْ
***************************
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان