ماذا تنتظرينْ ؟

لماذا تتجاهلينْ ؟



أعرفُ بأنّكِ لستِ غبيّة

تفهمينَ الأشياءَ بسرعةٍ وذكيّة

أعرفُ بأنكِ امرأةٌ شقية

وبين شفتيكِ حِمَمٌ بركانيّة

أعرفُ بأنكِ ثائرةٌ

مُحتلَّةٌ بالإكراهْ

وتنشُدينَ الحرّيّة

لماذا تتجاهلينْ ؟

أعرفُ بأنكِ ترغبينْ

إني فتحتُ كُوَّةً في الجدارْ

أمَا رأيتِ النهارْ ؟

لماذا تتجاهلينْ ؟

لماذا تتردّدينْ ؟

ماذا تنتظرينْ ؟

لم يبقَ من الوقتِ إلاّ قليلا

قد يمشي القطارُ

ويطولُ الإنتظارُ

ويصبحُ اللقاءُ أمراً مُستحيلا

سيدتي

لا قيمةَ للإبتسامةِ أمامَ آلةِ التصويرْ

لا قيمةَ للسعادةِ أمام الصغيرِ والكبيرْ

رُبَّ ميِّتٍ على وجههِ إبتسامة

رُبَّ مُعذَّبٍ على وجهِهِ سعادةٌ مُستدامة

إنّي أعرفُ الدواخِلَ

وأُتقِنُ فنَّ التظهيرْ

أنا لستُ أميراً غبيّاً

بيدي مفاتيحُ الأنفُسِ

لا تُتعبي نفسَكِ

أعرفُ أكثرَ ممّا لا تعرفينْ

ليتكِ تقرّرينْ

إقتحمي الخوفَ

ولكِ يا سيدتي ما تتمنّينْ

ستلعبُ الطفلةُ كما تشاءْ

سيتغيّرُ وجهُ المساءْ

سيذهبُ العطشُ وتحصلينَ على الماءْ

سيختفي الجوعُ وتحصلينِ على الغِذاءْ

ستنامينَ هانئةً لأولِ مرّة

ستشعرينَ بأنكِ حُرّةٌ لأول مرّة

ستُغنّينَ الغرامَ لأول مرّة

ستطيرينَ يا سيدتي لأول مرّة

وسترينَ الدنيا الجميلةَ لأول مرّة

ماذا تنتظرينْ ؟

لو تخلّى البحرُ عن الموجِ ماتْ

لو صدَّ الترابُ المطرَ ماتْ

لو أطفأ المؤنثُ نارَهُ ماتْ

أتنمو الأزهارُ بماء النارْ ؟

أتُثمرُ الأشجارُ بالفأسِ والمنشارْ ؟

لماذا الإنتظارْ ؟

لا تخافي من الآتي

غداً

تمشينَ على سطح الماءِ عروسةَ بحرٍ

يحرسكِ الموجُ

وتصنعُ لكِ قصائدي عِدّةَ الإبحارْ

لا تقلُبي شِفاهَكِ تعجُّباً

لا تأخذكِ الدّهشةُ

هي الصّدفةُ مُرسلتي إليكِ

أنا بأمرِ عينيكِ

أريدُ المُصافحةَ

مُدّي يديكِ

أريدُ مُداعبةَ الشعرِ المُتدلّي كشلاّلٍ على كتفيكِ

أريدُ ريَّ الورودِ الذّابلةِ على خدّيكِ

أريدُ إعادةَ الحياةِ الى شفتيكِ

وأخيراً

أريدُ إنقاذَ كُلَّ ما لديكِ

ياااااااا سيدتي

الهروبُ من المُقدَّرِ كذبةٌ كبرى

قدرُ القلوبِ أنْ تُحبّْ

أفرجي عن القلبِ السجينْ

لستِ ظالمةً

لستِ مجرمةً

أنتِ يُنبوعُ الحنينْ

أنتِ عطرُ الياسَمينْ

كوني رفيقتَهُ

لا تظلميهْ

لو فعلتِ ستخسرينْ

القلبُ ماردٌ جبّارْ

أبُ الإنتصارْ

لهُ الغلَبةٌ

ولنا في حضرتِهِ الخضوعُ والإنكسارْ

ما ألذَّ أنْ نُهزمَ

ما أروعَ أنْ نؤسَرَ

فبالأسرِ عند القلبِ نكتسبُ شهادة الأحرارْ

كوني حُرّةً

وارْكبي بأمانٍ في ذاكَ القطارْ

***********************

شاعر الأملْ حسن رمضان

.