بسم الله الرّحمن الرّحيم
بتاريخ 14/ أيّار / 2008م عرضت قناة الجزيرة الفضائيّة في إحدى نشراتها الإخباريّة مشهد أمّ فلسطينيّة تنتحب على باب ثلاّجة في مستشفى!!
في الثّلاّجة كان يرقد طفلها الشّهيد ذو الأربعة عشر ربيعاً الّذي استشهد على يد المجرمين الصّهاينة، وهو يقود درّاجته الهوائيّة متأبّطاً حقيبة كتبه، أثناء توغّل إسرائيليّ إلى منطقة جباليا..
وكانت تصرخ بصوت عال، فحاول أحد الموجودين أن يضع يده على فمها ليمنعها من الصّراخ..
حول هذا المشهد كانت قصيدة..
عنوانها:
لاتغلقوا فمي!!
لا تُغْلِقوا فَمي!
لا تَحْبِسوا دَمي!!
صغيرِيَ الأَميرَ حانَ مَوْعِدُ اللِّقاءْ
وَاُمُّكَ الثَّكْلى أَتَتْ لِتَمْسَحَ الدِّماءْ
فَلْتَفْتَحوا الثَّلاّجَةَ الْحَقيرَةَ الْبَلْهاءْ
وَلْتَتْرُكوني أَلْثُمُ الْيَدَيْنَ وَالرِّداءْ
وَأَسْكُبُ الدُّموعَ في مَحاجِرِ الشَّقاءْ
صَغيرِيَ الأَميرْ
إِنْهَضْ مِنَ السَّريرْ!
دَرّاجَةُ الْهَواءِ في مَفارِقِ الدُّروبْ
تُسابِقُ النَّسيمَ وَالْفَراشَ وَالطُّيوبْ
حَقيبَةٌ وَدَفْتَرٌ وَدَمْعَةٌ عَذوبْ
سَتَسْأَلُ السَّماءَ هَلِ للطِّفْلِ مِنْ ذُنوبْ؟
وَتوقِظُ الْمَدى لِصُبْحٍ مُشْرِقٍ طَروبْ
يا أُمَّةَ الْعَرَبْ!
يا مَوْتَةَ الغَضَبْ!
لا تُغْلِقوا فَمي!
لا تَحْبِسوا دَمي!
لَمْ يَبْقَ لِلْيمامِ غَيْرُ النّوحِ وَالهَديلْ
لَمْ يَبْقَ لِلفَضاءِ غَيْرُ الرّيحِ وَالْعَويلْ
أَوّاهُ ياضَميرُ يا ضَريرُ ياضَليلْ!
لا تُغْلِقوا فَمي فَإِنَّ حُزْنِيَ الطَّويلْ
سَيَجْمَعُ الْخُيولَ وَالرِّكابَ وَالصَّهيلْ
وَيَفْتَحُ الثَّلاّجَةَ الْبَلْهاءَ في الصَّباحْ
عَنْ وَجْهِهِ الْجَميلْ
أمل