أحرقتُ كتابَ عشيرتي ؟

أحرقتُ كتابَ عشيرتي ؟
******************
(1)
كلماتُكِ تُعجبني
تجذُبني
وأنتِ صادقة الأصغريْنْ
لكنَّ العينْ ؟
عاقدة الحاجبينْ
تُعاتبني
وأنا ما تعوَّدتُ على تجاهلها
فهي الممرُّ
إلى المقرِّ
والقلبُ مُلتزمٌ بإشارتها
بينهما عهدٌ
لن ينكُثا بهِ
عينُ العهدِ سبيلْ
هاءُ العهدِ هديلْ
دالُ العهدِ دليلْ
ولقد أرسلتُ يمامتي
لتُقابلَ بنتَ النخيلْ
صدَّ النخيلُ يمامتي
أخفاكِ تحت ظلالهِ
نادتْكِ لا لم تسمعي
كانتْ تريدُ صورةً
لتعودَ بالوجه الجميلْ
فتراهُ عيني لحظةً
لتُشيرَ للقلبِ الجليلْ
فيُرحِّبُ بقدومكِ
ويبدأُ العُمْرُ الطويلْ
يُحيي الغرامُ قلوبَنا
والحبُّ مفتاحُ الهَنا
وطنٌ لكِ حتماً أنا
لكنها يمامتي
عادتْ إليَّ خائبة
وكأنَّ رؤيةَ وجهكِ
أمْرٌ سليلَ المُستحيلْ ؟
ما هكذا الحُبّْ ؟
فهكذا يموتُ قبل ولاتهِ
وتكونينَ ثكلى
أأُمٌّ تقتلُ إبنَها ؟
ثمَّ تبكي على حُبٍّ قتيلْ ؟
وتقضي سنينَ حياتها
في بيتها
بين البكاءِ والعويلْ؟
لن أعشقَ وهماً ؟
لن أعشق شبَحاً؟
ولن يعشق قلبي التماثيلْ؟
ولستُ أسيرَ المُتداول؟
ولن أكونَ نسخةً عن جيلٍ بعد جيلْ؟
(2)
خرجتُ من الشرقِ باكراً
تحرَّرْتُ من التقليدْ
أنا يا سيدتي رجلُ التجديدْ
ليس الغربُ وُجهتي
فالغربُ عورة الكوكبِ
باردةٌ فيه المواعيدْ؟
لستُ من كلّ الجهاتْ
أنا جهتي
أنا فلسفتي
وأنا يا سيدتي جديدٌ جديدْ
أحرقتُ كتابَ عشيرتي؟
أتلفتُ كُتُبَ الماضي البعيد
إنّي أرى المؤنثَ ذبيحاً ؟
وأرى السكّينَ الشرقيَّ
يتمشّى مُقهقهاً من الوريد إلى الوريدْ
وأرى مؤنثاً غبيّاً ؟
يُروّجُ ثقافةَ جلاّدهِ
ينحني أمامهُ مُستغفراً ؟
ومُمجّداً عيشَ العبيدْ
أنا فلسفتي
ولقد بنيتُ دولتي
دستورُها من سُنّتي
ظُلْمُ النساءِ مُحرّمٌ
إنصافُهُنَ عقيدتي
ولكلّ إسمِ مُذكّرٍ
حُبٌّ وحيدٌ
مؤنثٌ وحيدٌ
هذا انا في حالتي
عشقي الوحيدُ حبيبتي
يا ليتكِ أنتِ هيَ ؟
فلسوفَ تفرحُ جنَّتي
والواجبُ أن تعلمي
عِلْمَ اليقينِ صديقتي
لا لن تكوني حبيبتي
إنْ لم تذوبي بسيرتي
فلسيرتي دستورُها
دستورُها مدينتي
ومدينتي مفتوحةٌ
لا رفْضَ في مدينتي
ولا حواجزَ بيننا
فبيننا جنسيّتي
والعُريُ أمْرٌ حاصِلٌ
لا سرَّ في مدينتي
فهل تُريني صورةً ؟
كما أريتُكِ صورتي ؟
*************
شاعر الأمل