مرايا وقضايا

مرايا وقضايا
********

أسوأ الحاكمينَ ملِكٌ حقيرْ
وأسوأ الأسوأ أميرٌ سِكِّيرْ
وأسوأ من أسوأ الأسوأ شعبٌ
يُبايعُ الملكَ الحقيرَ والأميرْ ؟
***
الملِكُ صاحبَ " الجلالة" ؟
وأصلُ " الجلالة " للهْ
والأميرُ صاحبَ السُّمُوّْ
كأنَّهُ إلهْ ؟
لا يُغادر الوُعّاظُ المساجدَ
فالمساجدُ بإسم " الرَّبِّ الجديدْ " ؟
يأمرُ الملِكُ بالصلاةِ فيلتزمُ العبيدْ؟
مَنْ صلّى نجا
ومَنْ " طنَّشَ " هوى
فلا بأسَ لو جاعْ
الصلاةُ خيرٌ من الطعامْ
ولا بأسَ لو " استحْمَرَ " ؟
فالصلاة خيرُ من الكلامْ
النهيقُ لغةُ الملوكْ
يفهم الملكُ على الحميرْ
ولا خوفَ من الأميرْ
فالأميرُ " بغْلٌ " مُعتبَرٌ
و الحمارُ خالُهُ
لكنه يتميّزُ عن خالهِ باللاّضميرْ؟
لا قيمة للنفطِ عند الحميرْ
همُّ الحميرِ بعضٌ من التِّبنِ
وبعضٌ من الماءِ
وقليلٌ من الشَّعيرْ ؟
***
يُمنعُ النَّهيقُ خارجَ المساجدِ الملكيّة
ويُمنعُ التجمُّعُ في الساحاتْ
أحَميرٌ تُطالبُ بالحُرّية ؟
أمَرَ الملكُ " القدُّوسُ " بإعدام الكافرِ
وأغدقَ عليهِ شهادةَ " الشهيدْ " ؟
أمَرَ الأميرُ بتأديب العبيدْ
وسنَّ قانوناً " إلهيّاً " ؟
مَنْ تخطّى " الحمْرنةَ " شهيدْ
سيُقامُ لهُ جنازةً ملكيّة
ومواكبَ عزاءٍ أميريّة
وسيُغطّى النَّعشُ العتيدُ بكوفيّة ؟
فيطمئنُّ الملكُ على الرُّبوبيّة
ويطمئنُّ الأميرُ على الألوهيّة
ويُتابعُ الوُعّاظُ وظائفهم
لكنَّ الدَّمَ المسفوكَ صدّاحٌ
لا حميرَ في الساحاتْ
في الساحاتِ أسودٌ ورجالٌ وراياتْ
وعِصِيٌّ تتوعَّدُ " هُبَلَ " وكذلكَ " الّلاتْ " ؟
في الساحاتِ صرخاتْ
لا إلهَ إلا الله
فلْيسقطِ الملكُ ومولاهْ
ولْيسقُطِ الأميرُ ومولاهْ
ولْيسقُطِ التِّبنُ والشعيرْ
وليُطردِ السّفيرْ
ولتُهدمَ مساجدُ التكفيرْ
ولْتُؤمَّمَ أملاكٌ
ولْتُصادرَ ثرواتٌ
ولْتُلغى معاهداتٌ
لِيعُدِ النّفطُ إلى طهارتِهِ
ليعُدِ الشعبُ إلى أصالتِهِ
ولّى زمنُ الهزائمِ
وأقبلَ زمنُ الملايينِ في ميادينِ التحريرْ
***
لا يكترثُ الشعبُ للونِ لحيتِهِ
ولا يهمّهُ قِياسُ شاربَيْهْ
ولا كم عدد الشُّعيراتِ في حاجبَيْهْ
ولا ما لونُ عينيهْ
يريدُ الشعبُ ملِكاً أو أميراً أو رئيساً
يكونُ في حضرة السفير المُتعجرفِ رجُلاً
يضربُ على الطاولةِ
لا يرفعُ كأسيرٍ ذليلٍ يديهْ
ولكنْ؟
هيهات هيهاتْ
لن يستطيعَ العبدُ أن يكونَ سيّداً
إنّ لبلاد السفير أفضالٌ عليهْ
***
شاعر الأمل