فضيلة الحبّْ

فضيلة الحبّ
*********

(1)

ماذا جرى ؟
أرى الديارَ كئيبةً
وعلى المداخل رايةً سوداءْ
وأراكِ تبكينَ يا سيدتي
كأنَّ الموتَ في سبب البكاءْ ؟
فهل ماتَ أبوكِ ؟
أأُمُّكِ ماتتْ ؟
أأُختُكِ أمْ أخوكِ ؟
ماذا جرى في هذا المساءْ ؟
تقولُ عيناكِ : يا سيدي ماتَ الجميعْ ؟
لكنّهم احياءْ ؟
أبي ليس أبي
ليس كما أمرَ النبي ؟
وأمّي جاريةٌ في الدّارْ
تُطيعُ أمْرَ سيّدها
كأنّ المؤنثَ عارْ ؟
وكلُّ اهتمامها للصَّبي ؟
أمّا أخي
فأخي بعيدٌ
صادرتْهُ امرأةٌ ؟
وهمُّهُ ميراثُ أبي
وأختي غريبةٌ
وعن الحبيبِ لا تسَلْ
يا سيدي
أنا وحيدةٌ في ملعبي
أنا ما ارتكبْتُ جريمةً
قلبي جريحْ
لماذا القصاصْ ؟
أنا ما قتلْتُ " مُحمَّداً " ؟
وما صلبْتُ " المسيحْ " ؟
أريدُ الخلاصْ
وغايتي أن أستريحْ
(2)
يا سيدتي الجميلة
رحلة العُمْر طويلة
والخلاصُ سوف يأتي
بعد أيامٍ قليلة
فافتحي للضوءِ باباً
إنَّ في الضَّوءِ الوسيلة
جُرحُكِ جُرْحٌ كبيرٌ
فيهِ توقيعُ القبيلة
قاوميهِ باندفاعٍ
شاءَكِ الجُرْحُ قتيلة
زيّني العُمْرَ بعشقٍ
كوني للعُمر دليلَهْ
زيّنيهِ بأحلامٍ
زيّنيهِ بآمالٍ
كوني يا أنتِ أصيلة
واجِهي الجُرْحَ بحُبٍّ
إنَّ في الحبِّ فضيلة
(3)
لا تكوني أسيرةَ تفسيرٍ خاطئْ
فلا يُحكمَ على البحرِ من الشاطئْ
لا بُدَّ من ركوبِ البحر يا سيدتي
لعلَّ فيهِ بوحاً بأمرِ دافئْ ؟
ولا تخشِ الموجَ الهادرَ سيدتي
فخلْفَ الموجِ كلَّ شيءٍ هادئْ
أنا بكِ مُعجبٌ يا سيدتي
فاسألي الموانئَ عنّي والمرافئْ
وإنْ لم يُلائمْكِ هواءُ البحرِ ؟
سيُعيدُكِ الموجُ آمنةً إلى الشاطئْ
**************************
شاعر الأمل