علّمتني الحياة

علّمتني الحياة
***
إدّعي ما شئتِ عن حياتِكِ يا فتاتي
فيقيني طيَّ سادستي وأعرفُ الآتي
أنتِ لستِ التي قالَ عنها الإدّعاءْ
ولا أنتِ التي طلَّتْ في كلامٍ جاءْ
إنّي كشفتُ في النساءِ الألْفَ باءْ
وإنْ سألْتِ كيفَ فالجوابُ حياتي ؟
***
علّمتني الحياةُ يا سيدتي كثيرا
فأنا عرفتُ النساءَ مُذْ كنتُ صغيرا
عرفتُهُنَّ حيارى
عرفتُهُنَّ سُكارى
وعرفتُهُنَّ يا سيدتي عقلاً كبيرا
ما غادرتهُنَّ الطفولةْ
وما أنصفتهُنَّ الرُّجولة
هنَّ يا سيدتي ضحايا الفحولة ؟
وهُنَّ أسيراتٌ يأملْنَ تحريرا ؟
بعضُهُنَّ مُحبطاتٌ
فأميرُ البداياتِ لم يعُدْ أميرا ؟
برُدَ السريرُ ؟
لكنَّ الكبرياءَ أبى ؟
فما تأفَّفْنَ وما شكَوْنَ سريرا ؟
***
سيدتي
إنّي متفهّمٌ لإدّعائكْ
للحذرِ الأكبرِ في فضائكْ
فأنتِ تخشينَ العاصفة ؟
وتخشينَ جنونَ العاطفة
وتخشينَ وُعوداً زائفة
فيصيرُ السِّرُّ غيماً في سمائكْ
وتُمطرُ أخباراً تحملُ أوراقَ نعيِكْ
لكنْ يا سيدتي
أمَا سمعتِ بالإستثناءْ ؟
ضُمّيني إلى جدولِ استثنائكْ
فأنا مُختلفٌ جداً
واُقسِمُ بنهاركِ ومسائكْ
لن أكونَ إلاّ توأماً
ومرآةَ ذاتِكِ وبابَ شفائكْ
يا ليتكِ تُحيّديني عن كبريائكِ وحيائكْ
وترفعينَ من أمام عينيَّ حجابَ ادّعائكْ
**********************
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان